الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعامل الزوجة مع أم الزوج البذيئة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا متزوجة منذ شهرين ولم يحضر أهل زوجي الزفاف بسبب كرههم لي، حيث أن أمه تغار مني على ابنها لأنه يحبني، وهي متسلطة وقاسية، وهم لا يحبون الناس، ويحقدون على الناس، ولا يساعدون أحداً، رغم تيسر حالهم، وهم مصابون بداء الكبر، فهم يشعرون أنهم أحسن الناس، ولقد آذتني حماتي في فترة الخطبة وكتب الكتاب حيث عملت لي أعمالاً سحرية، وكانت تعمل السحر في ماء وتصبه لي، وقد شفيت بعد عام تقريباً بعد أن قرأ الشيخ علي القرآن لمدة ثلاثة أشهر، وأخرج مني 21 جنياً، عانيت الكثير من الأمراض بسبب هذا السحر، ولكن كان خطيبي يحبني وكنا متفاهمين، وسبب رفض والدته لي هو أنها تقوم بعمل الطالع، فوجدتنا غير متوافقين، مع العلم أنهم من رجال الدين المعروفين، إلا أنهم يؤمنون بهذه الخرافات.

المهم أساءت حماتي لي حيث ذهبت لبيت عمي وقالت إن أخلاقي سيئة، وقذفتني، وهذا سبب رفضها لي، ولكني تمسكت بزوجي، حتى أتممنا الزواج، ولقد أساءت إلي أمام زملاء زوجي، وتتكلم وتتلفظ بأقذر الكلمات والألفاظ، وكذلك عملت لي فضيحة في عملي، وبعدها رفض زوجي الذهاب إليهم، لأنهم لا يتوقفون عن قذفي وإهانتي عند كل شخص يعرفونه حتى الأطباء الذين نتعامل معهم والزملاء، ولقد كان زوجي يتعامل معهم أحسن المعاملة وكان يودهم رغم كل الأشياء التي عملوها سابقاً، إلا أن إخوته قاموا بقذفي أيضاً أمام أشخاص يعرفوننا، وأهانونا، فحزن زوجي وهو الآن بحالة سيئة.

ماذا أفعل، هل بعده عنهم يكون قطعاً للرحم بعد هذه الإساءات، وكيف نرد ظلمهم وهم أهله ولا نستطيع إيذاءهم؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دعاء حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع ونسأله جل وعلا أن يثبتك على الحق وأن يصرف عنك كيد شياطين الإنس والجن وأن يحفظك وزوجك من كل مكروه وسوء وأن يذهب ما بينكم وبين أهل زوجك من كراهية ونفور وأن يحل محله المحبة والرحمة.

وبخصوص ما ورد برسالتك فإن هناك بعض الأمهات مصابات بهذا الداء، وقد تدمر حياة ولدها بسبب حبها الجنوني له وغيرتها عليه حتى من زوجته فهذا الضعف موجود متوفر في دنيا الناس، وهي بلا شك حالات شاذة وغير طبيعية، ولا يملك الإنسان أمامها إلا حسن التفاهم، وتقدير الظروف، والتماس الأعذار مع الدعاء والإلحاح على الله بصلاح الحال فهذا الداء قد نشأ مع حماتك منذ نعومة أظفارها ويصعب تخلصيها منه إلا بتدخل أطراف خارجية منصفة تبين لها خطأ ما هي عليه، وليس أمامكم أنتم إلا الصبر الجميل، واحتمال هذا الأذى ابتغاء مرضاه الله تعالى، وكذلك أذى أولادها لأنهم غالباً ما يجاملون أمهم وقد يكون من أسباب هذه المواقف شدة تعلق زوجك بك وحبه لك مما أثار حفيظتهم جميعاً، وجعلهم يشعرون بأنهم أصبحوا درجة ثانية عند أخيهم.

لذا أقول لك ولزوجك: (فصبر جميل) ولا تقابلوا السيئة بالسيئة وأنصح لزوجك ألا يقطع أهله ولا يقاطعهم، وإنما يحرص على صلتهم وزيارتهم ولو على فترات متباعدة لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها) فحثي زوجك على صلة أهله وعدم قطيعتهم على قدر استطاعته وعليه أن يحسن إليهم وأن يكرمهم، وأنت فعليك بحسن الأدب معهم وعدم شكايتهم لأحد واحرصي ألا ينقل أحد عنك أي سوء إليهم، وعليكم بالصبر والدعاء وأن يذهب الله هذه النفرة وتلك الكراهية وإن شاء الله سوف تزول الأيام لأن الله أمرنا بالدعاء ووعدنا بالإجابة.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً