الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تحذير الفتاة من إخبار خطيبها بعلاقاتها القديمة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة مسلمة، تعرفت منذ سنة على شاب بنية الزواج، ولغاية الآن مصيرنا معلق في الارتباط بسبب أن الشاب لا يستطيع أن يستوعب فكرة علاقاتي السابقة، ومنها ارتباطي سابقاً بشاب توفي في حادث، وبعدها معرفتي بشاب آخر، وكنت أنا من أطلعته على هذه المعلومات منذ بدء العلاقة.

أرجو مساعدتي في قراري إما الابتعاد عن هذا الشاب الحالي أو في إيجاد حل لمساعدته في تخطي الماضي، وعدم محاسبتي عليه في المستقبل.

أعرف أني أخطأت في اختياراتي السابقة، ولكن هل من حقه أن يحاسبني على أخطاء الماضي، والله هو الغفور الرحيم الذي يقبل توبة العبد، فما حال العباد التي لا ترحم ولا تغفر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Miram حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن مصارحتك للشاب بعلاقاتك السابقة من الأمور الخاطئة، وعلى كل شاب أن يقبل بالفتاة كما هي دون أن يسألها عن الملفات السابقة، والأمر كذلك للفتاة فليس من حقها نبش الماضي الخاص بالشاب، وشريعة الله تبيح لكل من الفتى والفتاة أن يسأل ويبحث ويتحرى فإن وجد ما يعجبه واصل المشوار، وإن كانت الأخرى انسحب في هدوء وأحسن الاعتذار، والأمر كذلك للفتاة فمن حقها أن ترفض ولكن ليس من حقها أن تسيء أو تتكلم بالسوء.

وأرجو أن يحدد هذا الشاب موقفه في منتهى الوضوح، وننصحك بالبعد عنه حتى يحدد موقفه ويحسم أمره، ولا تقدمي أي تنازلات له أو لغيره، واعلمي أن الشاب يجري خلف الفتاة التي تهرب منه ويهرب من الفتاة التي تجري خلفه ويحتقرها، وقد أكرم الإسلام المرأة فجعلها مطلوبة عزيزة لا طالبة ذليلة، فحافظي على وقارك، وتذكري أن الفتاة لا تنتفع من شاب يشك فيها، وعليه أن يتخذ قرارا، ولن تخسري في كل الأحوال.

وأرجو أن تظهري للناس توبتك ويظهر لهم منك الحياء والأدب، واحشري نفسك مع زمرة الصالحات فإن لكل واحدة منهن ابناً أو أخاً أو محرماً يبحث عن أمثالك، وننصحك بعدم ذكر ما حصل منك في الماضي لأحد، والمهم هو صدق التوبة مع الله.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً