الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زواج الفتاة بمن يصغرها سناً... والاحتكام إلى العادات

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكلتي تتمثل في أن ابن خالي يريد الزواج مني وأنا لم أعطه أي رد؛ وذلك لأنه أصغر مني بخمس سنوات، فعمره 25، وأنا 30، ومجتمعاتنا العربية –للأسف- تحكم العادات ولا يوجد في عائلتنا من تزوج بمن هي أكبر منه، بل كلهم تزوجوا بمن تصغرهم حتى بـ12 سنة.

أخاف من ردة فعل أهلي وأهله، ومن كلام الناس، تقدم لي الكثير ولكني لم أرتح لأيٍ منهم بعد الاستخارة طبعاً، ولكن هذا الموضوع أتعبني حتى مع الاستخارة، والمصيبة أني بدأت أحبه وأكتم ذلك...ماذا أفعل فأنا من كثرة التفكير لم أستطع حفظ شيء؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ غروب حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا نُخطئ عندما نحتكم للعادات، ومن حق ابن خالك أن يتزوج من هي أكبر منه، وقد تزوج النبي صلى الله عليه وسلم من خديجة رضي الله عنها وكانت تكبره بخمسة عشر عاماً، وسعد معها سعادة عظيمة، ورزقه الله منها الولد دون غيرها، فرضي الله عنها وأرضاها، والصواب أن يكون التحرك من ابن الخال وعليه أن يقنع أهله، فإذا طرقوا الباب فعليك بالموافقة، وأرجو أن لا تعطي الموضوع أكبر من حجمه، ونسأل الله أن يسهل أمره وأمرك وأن يقدر لكم الخير ثم يرضيكم به، وإذا حصل بينكما قبول وميل فليس للمتحابين مثل النكاح.

ولا يخفى على أمثالك أن كلام الناس لا ينتهي، وأن رضاهم غاية لا تدرك، فاجعلوا همكم رضوان الله، ورباط القلوب لا يُعرف بفارق الأعمار، فالأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وعليكم بكثرة اللجوء إلى مصرف القلوب، مع ضرورة أن تشغلوا أنفسكم بطاعة الله، واعلموا أنه لن يحدث في كون الله إلا ما أراده، ونحن نتمنى أن لا تكون مثل هذه المواقف سبباً لإحداث توترات بين الأرحام، فإن ما بينكم أكبر وأعمق، وابن الخال في المنزلة الرفيعة، ومن السهل على خالك التفاهم مع أخته التي هي والدتك.

ونسأل الله أن يجمع بنيكم على الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً