الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حماتي تتدخل في كل شيء في حياتي، فكيف أتصرف؟

السؤال

أنا لا أعرف كيف أتصرف عند الذهاب لبيت حماتي؛ لأني لا أطيقها هي وابنها (أخو زوجي)؛ لأنها تتدخل في كل شيء في حياتي، وأحس أن زوجي ضعيف الشخصية أمامها، وهي تدلل ابنها الثاني جداً، ودائماً يأخذ سيارتنا رغم أن عنده واحدة.

مع العلم: أنه في يوم تعطلت سيارتنا، وطلبت من زوجي أن يأخذ سيارة أخيه فرفض، وأمه تريد أن تخطب له حتى تأتي بواحدة تريحها وتخدمها، ليست مثلي لا تفعل لها شيئاً ودلوعة (على حد قولها)، وأنا وصلت لدرجة فظيعة من الكره والغيرة من الزوجة القادمة لابنها.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مايدى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا ندعوك إلى اعتبار الحماة كالأم، واحتملي منها لأجل زوجك، وشجعي زوجك على طاعتها، ولا تظهري لها التضجر وعدم الرضى، وابحثي عن أسباب نفورها منك، فإن معرفة السبب تساعدنا -بحول الله وقوته- على إصلاح الخلل والعطب، وتذكري أن الأم أحياناً تشعر أن زوجة الابن جاءت لتشاركها في جيبه وفي حبه، ولذلك فنحن نوصيك ونوصي زوجك مراعاة الأشياء التالية:

1) تقديم الحماة -والدة الزوج- وإظهار المزيد من الاحترام لها، خاصة بعد الزواج حتى لا تشعر أن البساط ينسحب من تحت قدميها.

2) مشاورتها والثناء عليها، ومطالبة ولدها ببرها.

3) إظهار الاحترام من جانب الزوجة لولدها.

4) عدم الثناء على الزوج وملاطفته وتقبيله أمام الأم.

5) عدم الانتصار له عند حصول الخلاف ولو على طريقة (الصغير غلطان).

6) عدم لومها ومعاتبتها من أجل الزوج.

7) تعويض الزوجة بالعطف واللمسات والكلمات التي تخفف من معاناتها، والزوجة إذا وجدت تقديراً معنوياً وشعرت أن زوجها يتفهم المعاناة صبرت وصابرت، وحبذا لو ردد الزوج كلمات مثل قوله: (أنا أقدر صبرك، وسوف أعوضك عن كل معاناة)، (أنا سعيد لتفهمك لوالدتي)، (أنا ما عندي أغلى منك)، وهذا كله طبعاً على انفراد.

8) الحرص على فهم نفسية الحماة ونفسية من حولها؛ لأنه ربما وجد من يحرضها ويسألها عن أحوال ابنها وزوجته.

9) الدعاء لها علانية والاهتمام بصحتها وطعامها وطلب رضاها.

ولا يخفى على أمثالك أن المرأة العاقلة تدرك أن إرضاء الأم والحماة يعتبر أهم المفاتيح إلى قلب الزوج، وأن بر الزوج لأمه مكسب له ولزوجته، وله آثاره على صلاح الأولاد، كما أن الزوج الصالح لا يرضى بما يقال عن أمه مهما كانت، وأنت كذلك لا تقبلين الكلام عن أهلك، والمسلمة تحب لزوجها وللناس ما تحبه لنفسها.

أما بالنسبة للزوجة القادمة لشقيق الزوج: فإن مجيئها قد يكون في صالحك، وسوف تنقلب عليها في الغالب، وعليك أن تفعلي ما يرضي الله، والمهم هو علاقة زوجك بك وثقته فيك، وسوف تعرف قيمتك بعد مجيء الأخرى، كما أرجو أن تشجعي زوجك على الإحسان لأخيه، والذي يفعل الخير سوف يجد أجره وثوابه، كما أن الذي يعتدي ويظلم سوف يشرب من نفس الكأس؛ لأن الله عدلٌ.

وهذه وصيتي لك: بتقوى الله تعالى، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يصلح لنا ولك الأحوال، ولست وحدك، وإذا علم الإنسان بمشاكل الآخرين سهل عليه الصبر ووجد العزاء، ومرحباً بك في موقعك إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً