الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصائح لفتاة تعاني تفضيل أمها لأخيها وكثرة خصامها لها.

السؤال

أمي ربتني تربية جعلتني أنشأ جبانة وأحس بالنقص، ودائماً تفضل أخي الذي يليني في كل شيء علي وبقية إخوتي، حتى في خطبته طلبت مؤهلاً يناسبه، وكانت تسأل عن وظيفة عائلة العروس (الأب والأم والإخوة)، أما أنا فتقول لي خذي أي مؤهل، وغير مهم أمر وظائف أهل الزوج مهما كانت.

وأنا كل ما أريده هو التقارب الاجتماعي والعلمي، فنيتي لله أن يكون أهل زوجي هم أهلي.

ودائماً تنهرني وتخاف أن تكلم أخي هذا حتى لا يغضب، وكثيراً ما نتخاصم، في السابق كنت أصالحها ولا أطيق خصامها إرضاء لله.

أما الآن فأخاصمها بالشهر غصباً عني والله، وفي الآخر أصالحها ابتغاء مرضاة الله فقط، وليس لأنها أمي.

ولكن هي دائماً تعتبرني مخطئة، فماذا أفعل، وهل تمني تقارب المستوي لأسرة المتقدم لي تكبر على نعمة الله، وأن ربنا سيحاسبني كما تقول؟ مع أنها فعلت العكس مع أخي وأنا لا أشترط أي أشياء مادية.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ السائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإنه سيأتيك ما قدره لك القدير، والكون ملك لله ولا يحدث فيه إلا ما أراده الله، فتوكلي على الله وانتظري توفيقه، وكفى بالله وكيلا ونصراً.

ولا تكثري النقاش مع الوالدة ولا تعامليها بالعناد، وتذكري أنها لا تملك لك ولا لنفسها نفعاً أو ضراً، فارفعي حاجتك إلى الله وأكثري من اللجوء إليه.

وأرجو أن يعلم الجميع أن المستوى الاجتماعي والثقافي لا يحقق وحده السعادة، بل إن الدراسات تثبت أن الزيجات الحاصلة بين الزملاء والزميلات هي الأكثر فشلاً، وذلك لأن السعادة الحقة لا تتحقق إلا بوجود الدين والخوف من رب العالمين مع حسن الخلق.

وما عدا الدين والأخلاق من النقاط والأشياء تعتبر مجرد عوامل مساعدة.

ومن هنا فنحن ندعوك إلى اشتراط الدين وجعله الأساس للبناء، ولا يخفى عليك أن كثيراً من الناس سعدوا في حياتهم رغم وجود فوارق اجتماعية أو ثقافية أو حتى فارق في العمر.

ونحن نتمنى أن تعيدي النظر في طريقة التعامل مع الوالدة، وقد أسعدني حرصك على نيل رضوان الله، وهذا ما نتمنى أن تداومي عليه، ولا تتركي الوالدة غضبانة منك عدة أيام، وتذكري أنك مأجورة على الصبر عليها، وإذا تذكر الإنسان لذة الثواب فإنه ينسى ما يحدث من الآلام، وأنت -ولله الحمد- لست جبانة ولا ضعيفة، والدليل على ذلك هذه الاستشارة التي تدل على وعي ونضج لا بأس به.

وأرجو أن تبتعدي عن مقارنة نفسك مع أشقائك، واعلمي أن كل إنسان سوف ينال ما قدره الله له، وهذه وصيتي لك بتقوى الله وعليك بكثرة الدعاء، واعلمي أن اختيار الله لك أفضل من اختيارك لنفسك.

ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً