الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما واجب المسلم تجاه أهله فيما يخص الحجاب؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أمي وأختي لا يلبسن الحجاب، فماذا أفعل؟

جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمرو حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا دائماً في أي وقت وفي أي موضوع.

أخي الكريم! جزاك الله خيراً على هذا الاهتمام بأمر الحجاب، وأسأل الله أن يصلحك وأن يصلح بك، وهذا هو واجب المسلم تجاه أهله، ولكن الأفضل أن تبدأ ببيان أهمية الحجاب، وأنه أمر من الله سبحانه، وفيه صيانة وحفظ للمرأة المسلمة، وتتميز به عن الفاسقات والفاجرات، قال تعالى: (( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ))[الأحزاب:59]، ولا يحل لمسلم ولا لمسلمة أن يردا أمر الله وأمر رسوله، قال تعالى: (( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِم))[الأحزاب:36].

كما أرجو ربط أسرتك بالأسر الملتزمة بالحجاب الحريصة على طاعة الرحمن، والمرأة سريعة التأثر ببنات جنسها.

والأخت المتعلمة من المستحسن أن تناقشها بعيداً عن والدتك؛ حتى لا تجامل الوالدة وتخالف أمر الله، واسألها عن أسباب امتناعها عن ارتداء الحجاب، فربما كانت هناك بعض الشبهات والمفاهيم المغلوطة، ويحسن أن تدخل إلى المنزل الأشرطة النافعة والكتب المفيدة.

أما بالنسبة للوالدة: فعليك أن تلاطفها وتستخدم معها ألفاظاً مهذبة، وتذكرها بالله، وتبين لها حبك لها وشفقتك عليها وخوفك عليها من غضب الله وعقابه، وأرجو أن تزيد من برّك لها والإحسان إليها، وتأمل الآيات الواردة في نصح إبراهيم عليه الصلاة والسلام لأبيه، قال تعالى حاكياً عن إبراهيم: (( يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا ))[مريم:45]، وهذا منهجٌ أصيل في نصح الوالدين وتذكيرهما بالله، واحرص على التوجه إلى الله واللجوء إليه، فالمؤمن يدعو للناس بالليل وفي السجود، ويدعوهم إلى الله في النهار، وفي السر والعلانية بالحكمة والموعظة الحسنة، مع اختيار الأوقات المناسبة.

وأسأل الله أن يرد المسلمين والمسلمات إلى دينه رداً جميلاً، والله ولي الهداية والتوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً