الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إحساس المقصر في حق الله بالضيق!

السؤال

أعاني دائماً من أنني مقصرة في حق الله، فأنا فتاة متعلمة ومتدينة -والحمد لله- لكن دائماً أشعر بضيق وكأن شيئاً ينقصني.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ المعتصمة بالله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يقدر لك الخير ويسدد خطاك ويلهمنا جميعاً رشدنا ويعيذنا من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا!

فإن الشعور بالتقصير واتهام النفس منطلق لكل خير وهذا هو ما كان عليه السلف كما قال سفيان في يوم عرفة: (اللهم لا تردهم لأجلي) وهذا الإحساس كان يعينهم – بعد توفيق الله – على إصلاح الخلل.

ولا شك أن الإنسان مهما عمل واجتهد فلن يكافئ نعمة واحدة من نعم الله عليه، ولكن فضل الله علينا عظيم ورحمته واسعة سبحانه.

وإذا كان هذا الشعور يدفع لمزيد من الاجتهاد فهذا هو المطلوب فاحرصي على التقرب إلى الله وأكثري من الاستغفار، واعلمي أن أهل الخير (( كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ ))[الذاريات:17] ومع ذلك فهم كما وصفهم الله (( وَبِالأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ ))[الذاريات:18]، ولعلنا نلاحظ أنهم حرصوا على الاستغفار مع أنهم لم يكونوا أمام الشاشات ولا في أماكن المعاصي والمهرجانات، والمسلم يستغفر حتى بعد العمل الصالح ليجبر النقص ويكسر صنم العجب، والمؤمن يجمع إحساناً وخوفاً بخلاف المنافق الذي يجمع تقصيراً وأمناً، وقد وصف الله الأخيار في كتابه فقال: (( وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ ))[المؤمنون:60]، فقالت عائشة رضي الله عنها: (يا رسول الله! أهم الذين يصلون ويصومون ويسرقون ويزنون، فقال: لا يا ابنة الصديق ولكنهم الذين يصلون ويصومون – ويحرصون على الطاعات ـ ولكنهم مع ذلك يخافون ألا يتقبل منهم).

وأنت ولله الحمد على خير فأكثري من ذكر الله والاستغفار والصلاة والسلام على النبي المختار، ورددي دعوة نبي الله يونس عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام (( لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ))[الأنبياء:87].
ونسأل الله أن ينفع بك الإسلام والمسلمين.

والله ولي التوفيق والسداد!



مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً