الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحوال اللعب بالشطرنج ، وحكم اللعب بـ"الدامة"

السؤال

1-هل لعبة الشطرنج حلال أم حرام؟
2-وهل لعبة "الدامة" حلال أم حرام؟

الإجابــة

الحمد لله وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وبعد:

فاللعب بالشطرنج على ثلاثة أحوال:
الأول: أن يشتمل على عوض ، فحينئذ تكون محرمة باتفاق العلماء. قال الإمام ابن عبد البر:" أجمعوا على أن اللعب بها على العوض قمار لا يجوز".
الثاني: أن يشتمل اللعب بها على ترك واجب ، أو فعل محرم ، وذلك كترك الصلاة ، وترك بر الوالدين ، وارتكاب الكذب ، واليمين الفاجرة ، وهذه الصورة يقول عنها شيخ الإسلام : " فإنها تكون حراماً باتفاق العلماء"
الثالث: أن تخلو عن كل هذه المفاسد.فإذا خلت عن عوض ، ولم تشتمل على ترك واجب أو فعل محرم. فقد اختلف العلماء فيها بين قائل بحرمتها ، وقائل بإباحتها.
والقول بالحرمة هو مذهب الحنفية والحنابلة. وثبت عن علي رضي الله عنه أنه مرّ على قوم يلعبون بها فقال: " ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون؟" وأما القول بالكراهة فهو المنقول عن الشافعية. ونازع البلقيني من الشافعية في الكراهة وقال بإباحة الشطرنج إن خلت من محرم. ونُقِلَ اللعب بها عن سعيد بن جبير، وسعيد بن المسيب ، وجمع من التابعين.
وذهب المالكية إلى أن اللعب بها إن كان نادراً فهو مكروه ، فإن أدمن اللعب بها سقطت شهادته.
والحاصل أن للعب بالشطرنج ثلاثة أحوال: اثنان محرم فيهما قطعاً ، والثالث يدور قول أكثر أهل العلم فيه -بمن فيهم أهل المذاهب الأربعة- بين التحريم والكراهة الشديدة. وهذا كاف في زجر المسلم العاقل عن اللعب بهذه اللعبة. وما يقال عن الشطرنج يقال عن الدامة ، إلا في الحالة الثالثة ، فإن الخطب في الدامة قد يكون أيسر منه في الخطب في الشطرنج.
والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني