الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الشك في إصابة البدن بالمذي

السؤال

لقد كنت فى يوم من الأيام أصابني مذي وكنت قد خلعت ملابسي للدخول إلى الاغتسال فأحسست أن هناك شيئا قد نزل على قدمي، ولكني لم أكن متأكدا فوسوس لي الشيطان أن هناك أيضا ما تناثر على الأرض أردت أن أحارب الشيطان حتى لا يوقعني فى الوسواس مع أني كان بإمكاني تطهير ذلك، ولكني لم أتيقن فقلت لن أفعل شيئا، وقد قرأت لفضيلتكم أن هناك من النجاسة ما يعفى عنه وهو ما كان قدرا معينا ولرأي بعض العلماء أنه لا يجب تطهيره فأردت أن أعمل بهذا لأني لست متأكدا وأيضا أكون قد أخذت بأحد الآراء وكنت أعيش مع أصحابي فى ذلك السكن وقد أحرجت أن أفعل شيئاً في المكان الذي شككت أن به مذياً وجاء أصدقائي وأنبتني نفسي فى أن ذلك ضرر للمسلم، ولكني كنت أشك ولم أتيقن ولكن أردت منه أن يلبس علي لأنه من الممكن أن يكون وقع على قدمي فقط وأيضا لست متأكدا.
فما رأي فضيلتكم في ذلك خاصة وأنه يلبس علي كثيرا في أمور مشابهة، فأرجو الرأي الصواب في ذلك حتى أقيس عليه بقية أموري؟

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

المذي نجس وناقض للوضوء، ومن شك في إصابة المذي لبدنه أو لمكان معين من الأرض فلا يلزمه غسله لأن الأصل في الأشياء الطهارة حتى يثبت عكسها، فاحذر من أن يجرك الشيطان إلى الوسواس.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالمذي نجس وناقض للوضوء ويترتب على خروجه وجوب غسل الذكر فقط على الراجح، وقال بعض أهل العلم بوجوب غسل الأنثيين أيضاً، فمن فعل ذلك فقد أحسن، وراجع الفتوى رقم: 9170.

وما نزل على قدمك إذا لم تتحقق من كونه مذياً فلا يلزمك غسله، كما لا تتنجس الأرض بمجرد الشك في إصابتها بمذي ونحوه من النجاسات فالأصل طهارتها حتى تثبت النجاسة، وراجع الفتوى رقم: 49637.

وبالتالي فلا حرج عليك أنت وزملاؤك في استغلال ذلك المكان المشكوك في نجاسته والانتفاع به، وما يعفى عنه من النجاسة مختلف فيه بين أهل العلم، وراجع التفصيل في الفتوى رقم: 50760.

وننصحك بالكف عما تجده من وساوس وشكوك فأهم علاج لها هو الالتفات إليها لأن الاسترسال فيها سبب لرسوخها وتمكنها، وراجع التفصيل في الفتوى رقم: 3086.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني