الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

وجوب معرفة مضمون الكتب التي يتم الترويج لها

السؤال

لو قمت بالدلالة على كتاب معروض للبيع على الإنترنت عبر رابط في موقعي، وذلك الكتاب أعرف من العنوان فقط أنه لا يتناول الحرام غير أني لا أعرف محتواه فهل يجوز، وهل يكفي أن أطلع فقط على العنوان، وماذا لو كان عنوانه يتناول أمراً مشروعا ولكن بداخله صورة عارية مثلاً؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالدلالة في الإنترنت أو غيره على كتاب معروض للبيع يعتبر ترويجاً لذلك الكتاب، والترويج لأي كتاب يترتب عليه من الخير أو الشر ما يدعو له ذلك الكتاب، فإن كان الكتاب يدعو إلى الخير كانت الدلالة عليه ترويجاً للخير، وفي الحديث: الدال على الخير كفاعله. رواه الترمذي. وفي حديث آخر: من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً. رواه مسلم.

وإن كان يدعو إلى شر كانت الدلالة عليه ترويجاً للشر، والدال على الشر كفاعله، وقد قال صلى الله عليه وسلم: من دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه، لا ينقص من آثامهم شيئاً. رواه مسلم. من هذا يتبين لك ما في هذا الأمر من الخطر العظيم.

وعليه؛ فلا يكفي للدلالة على الكتاب أن تقتصر على أن عنوانه لا يتناول الحرام، بل الواجب أن تتحقق أن الكتاب ليس فيه ترويج لأمر محرم.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني