الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

هل كل ما جاء به القرآن من أحكام هو فريضة على كل مسلم.وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقولك: هل كل ما جاء به القرآن من أحكام هو فريضة على كل مسلم؟ إذا كنت تسأل فيه عما إذا كانت الأوامر الواردة في القرآن كلها على الوجوب، فالجواب أن الأصل في الأمر في نصوص الشرع من قرآن أو سنة هو الوجوب في قول جمهور أهل العلم، وقيل إنه للاستحباب، وقيل للإباحة، كما أشار إلى جميع ذلك صاحب مراقي السعود في قوله:

وافعل لدى الأكثر للوجوب وقيل للندب أو المطلوب.

وقيل للوجوب أمر الرب وأمر من أرسله للندب.

وأرجح هذه الأقوال هو القول الأول، ولكن القرائن المحتفة بصيغة الأمر قد تصرفها إلى الاستحباب؛ كما في قول الله تعالى: وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ.{البقرة:282}. وإلى الإباحة؛ كما في قول الله تعالى: وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُواْ.{المائدة:2}. وقوله: فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلَاةُ فَانتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ.{الجمعة:10}.

وأما إن كنت تقصد السؤال عما إذا كان جميع ما ورد في القرآن حقا يجب اتباعه؟ فالجواب أن جميع ما رود في نصوص الوحي من قرآن أو سنة ثابتة فهو حق يجب الإيمان به ويطلب الامتثال بما فيه من أوامر طلبا متفاوتا، فما كان أمر وجوب فعل وجوبا، وما كان أمر سنة أو ندب فعل سنة أو ندبا، كما يطلب اجتناب ما فيه نهي اجتنابا متفاوتا، فما كان نهيه تحريما وجب تركه، وما كان نهيه نهي كراهة ندب اجتنابه.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني