الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التفكير في الانتحار بسبب مشاكل الأبوين

السؤال

سئمت الحياة وكل يوم أتمنى الموت وأشعر برغبة قوية في الموت أكثر من اليوم الذي مضى وهذا كله بسبب المشاكل التي تزيد كل يوم بين أبي وأمي حتى إني فكرت في الانتحار أكثر من مرة لكني لم أجرؤ لأني أعرف أنه حرام، فأرجو منكم الرد؟ وبارك الله فيكم.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الانتحار من عظائم الذنوب وكبائرها التي هي سبب في دخول نار جهنم، كما قال الله تعالى: وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا* وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرًا {النساء:29-30}، وراجعي في ذلك الفتاوى ذات الأرقام التالية: 10397، 5012، 22853.

وقد بينا في هذه الفتاوى أنه لا يجوز الإقدام عليه في ظل أي ظرف من الظروف بما في ذلك ما ذكرته من الفشل، وكثرة الابتلاء بالأمراض وغير ذلك، وإن التفكير في الانتحار بقصد التخلص من مشاكل الحياة وابتلاءاتها هو تفكير من لا يؤمن بالله تعالى، ولا يؤمن بقضائه وقدره سبحانه ولا يرضى بذلك، ولا يصدق بلقائه وجزائه.

أما من كان مؤمناً بالله تعالى مؤمناً بقضائه وقدره ولقائه موقناً بوعده ووعيده، فلا شك أنه سيصبر على قدر الله، ويسلم، ويحمد الله تعالى في السراء والضراء، ويتعبد في كل حالة بما يناسبها من شكر على ما أعطي، وصبر على ما ابتلي به مع العلم أنه لا مفر من الله إلا إليه، ولا مانع لما أعطى، ولا معطي لما منع، ولا راد لما قضى سبحانه وتعالى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني