السؤال
أنا فتاة مسلمة أحببت شخصا وهو أحبني ولكن لم أكن أعرف أنه مسيحي وهو أيضا لم يكن يعرف أنني مسلمة وعندما عرفنا حاولت أن تكون علاقتي به كصديق ولكن العلاقه تطورت لا أعرف كيف وبقيت معه مدة 3 سنوات ولم أكن أستطيع أن أنساه لأنه كان إنسانا رائعا وكان يخاف علي كثيرا وكنت كل ما أحاول أن أنساه لا أستطيع والذي حدث أنه توفي منذ شهر تقريبا
ولكنه نطق الشهادة أكثر من مرة وكنت أحس بأنه مسلم لأنه كان مؤمنا كثيرا لأنه دائما كان ينصحني بالصلاة وقراءة القرآن عندما أكون في أي مشكلة لكنني لا أعرف إذا كان ينطق الشهادة من قلبه أم ليرضيني فقط والآن هو عند ربه لا علم بما في القلوب.ولكن منذ وفاة هذا الشخص وأنا قررت أن لا أترك صلاتي أبدا والقرآن الوحيد الذي يريح نفسي من الصدمة والفراغ الذي تركه هذا الشخص ولكن الذي أريد أن أعرفه هل الصدقات التي أوزعها على روحه والقرآن الذي أقرأه على روحه تصله أم لا وهل هذا الشخص مات مسلما أم مسيحيا . وأنا منذ أن توفي وأنا أحلم أنه مدفون في غير المكان الذي دفن فيه أحيانا أراه مدفونا في باحة الكنيسة وأحيانا أحلم بأنه مدفون بين قبور الإسلام . أرجوكم أريد أحدا يساعدني لأنني لا أعرف هل زيارتي لقبره حرام أم لا وهل يصله الصدقات التي أتصدق بها على روحه أم لا؟ ولكم جزيل الشكر وقواكم الله على مساعدة الناس.
الإجابــة
الخلاصةالفتوى:
لا نستطيع الجزم بشيء في إسلام هذا الرجل، فعليك بترك التفكير فيه وعدم زيارته والتصدق عنه، والتوبة الصادقة مما سبق.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن هذا الرجل قد أفضى إلى ما قدم ولا نستطيع الجزم بشيء في إسلامه، ولكنا نفيدك أن الدخول في الإسلام لا يكفي فيه النطق بالشهادتين مجردا عن اعتقاد ما دلت عليه لا إله إلا الله من بطلان عبادة ما سوى الله، بل لابد من الكفر بما سوى الله تعالى.
قال تعالى: لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {البقرة:256}.
وفي الحديث: ومن قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حرم ماله ودمه وحسابه على الله. رواه مسلم.
وبناء عليه فلا ننصح بالتصدق عنه وإهداء الثواب له، وتجب عليك التوبة إلى الله مما حصل منك من تعد لحدود الله في العلاقة مع هذا الرجل الأجنبي، فإن الله يفرح بتوبة العبد ويقبلها منه، ويغفر له ذنبه ، بل ويبدل سيئاته حسنات. قال تعالى: أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ {التوبة: 104}. وقال سبحانه: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ {الزمر: 53}.
و قال تعالى :وَإِذَا جَاءكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلاَمٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَن عَمِلَ مِنكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِن بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ {الأنعام: 54 }
وقال تعالى :فَمَن تَابَ مِن بَعْدِ ظُلْمِهِ وَأَصْلَحَ فَإِنَّ اللّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيم {المائدة: 39 } .
وقال صلى الله عليه وسلم: التائب من الذنب كمن لا ذنب له. رواه ابن ماجه وحسنه الألباني. وقال أيضا: والله لله أفرح بتوبة عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة .. رواه البخاري ومسلم. وقال: من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه. رواه مسلم.
واحملي نفسك على التسلي عن هذا الرجل، وابتعدي عن زيارته، واشغلي ذهنك واعمري وقتك بما ينفع من دراسة العلم وتلاوة القرآن ومحاولة حفظه وتدبره، ودراسة الحديث النبوي وقصص الأنبياء وسير السلف، ولا بأس بالترويح بالأنشطة الاجتماعية والرياضية المشروعة.
وإن مما يعينك على التمسك بالدين والاستقامة على أمر الله أن تتخذي رفقة صالحة من الأخوات الفضليات، فإنهن خير معين لك ـ بعد الله تعالى على الحياة الطيبة، فاعبدي الله معهن، فإن الشيطان مع الواحد، وهو من الاثنين أبعد، وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية، وأكثري من استماع الأشرطة الدينية مثل: "توبة صادقة" للشيخ سعد البريك، "واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله" للشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي. و"على الطريق" للشيخ علي القرني، و"جلسة على الرصيف" للشيخ سلمان العودة، وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 18654، 66462، 33434، 5098، 76092، 73614، هذا وننبه إلى أنه إذا كان قد نطق بالشهادتين عند موته فنرجو أن يكون ختم له بخير وأنه مات على الإسلام .
والله أعلم.