الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخلص في عمله فلم يقابَل إحسانه بالإحسان

السؤال

توظفت في شركة وبدأت العمل خالصا" لوجه الله ولكن مالك العمل أحضر موظفا آخر بنفس اختصاصي وأجبرني على تعليمه العمل وطرقه في الشركة وهذا اخذ مني وقتا وجهدا كبيرا . وبعد أن أتقن العمل وتأكد المدير انه أصبح جيدا" بدأ الموظف بمضايقتي وسانده المدير ولا يوجد سبب" لذلك وأحسست أنني أصبحت مهملا" .هل يجوز هذا ؟ لقد عملت بإخلاص ولوجه الله . هل هذا هو الجزاء ؟
كيف أعمل وأنا كل يوم أحس بأن المدير لم يعد يحترمني ولم يعد كما كان عندما أرادني أن أعلم الموظف الجديد حيث كان يدعو لي كلما رآني وكلما تأكد من تعليم الموظف المذكور . أحسست بالألم الشديد وأحس أنني كنت مخدوعا. أسألك بالله أن تجيبني ماذا أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن يجزيك خيرا على إخلاصك في عملك وابتغائك وجه الله، وأما عن ماذا تفعل؟ فننصحك أولا أن تصارح مديرك بالذي تجده في نفسك فلعله وهم أو لعل هناك سببا من الأسباب من تقصير منك ونحوه وأنت لا تشعر ولعله يوجد سوء تفاهم وخطأ في تقدير المدير لأمر ما يتعلق بك أو غير ذلك من الاحتمالات والمهم أن لا تتخذ موقفا ولو بالظن إلا بعد التأكد مما تشعر به ثم معرفة سببه ثم يكون الحل بناء على ذلك.

ومع ذلك فعليك بإتقان عملك ودوام الإخلاص لله، فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه. أخرجه أبو يعلى والطبراني،وعليك بإحسان المعاملة مع زميلك، واعلم أنه ليس جزاء الإحسان إلا الإحسان وأن الله وعد المؤمن العامل للصالحات بأن يجعل له محبة في قلوب الخلق فقال سبحانه: إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا {مريم:96}

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني