الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإعراض عن الصديقة المصرة على العناد وقول الكفر

السؤال

أنا أعمل في مؤسسة مرموقة ولدي العديد من الزملاء الذين أحترمهم جدا ولا يجمعني بهم سوى الأخوة في الله، ومن بعض زملائي فتاة من إحدى الدول العربية بدت لي في الأول طيبة جدا وحنونة وصادقة وكنت أحبها من قلبي لكنني انصدمت عندما اكتشفت حقيقتها فهي أولا إنسانة متشائمة جدا ولا تحب أحدا وكنت أقول في نفسي إن الكمال لله لكن مع مرور الوقت وفي حوارات دارت بيننا حول دين الله تعالى اكتشفت مدى خطورة أفكارها وافترائها على القرآن وعلى نبي الله محمد فقد قالت لي حرفيا إنها لا تثق في نبي جاء من صحراء لا حضارة لها ؟ وقالت أيضا ما هو دور سيدنا أيوب عليه السلام لا يفترض ان يكون نبيا أصلا ؟
ولماذا يضع الله حد الجلد للزاني وقطع اليد للسارق هذا جرم وافتراء برأيها ؟ ولماذا قتل المسلمون ملايين البشر في الفتوحات الإسلامية وأجبروا الناس على دخول الإسلام بحد السيف وليس بالخيار؟
وأن عرب الجزيرة العربية هم من أطاحوا بالحضارات العريقة ولماذا لم يختر الله نبيا فرعونيا كون الفراعنة أذكى من بقية الخلق في ذلك الزمان ؟ ولماذا ذكر الله المرأة المصرية على أنها صاحبة هوى(زوجة العزيز مع سيدنا يوسف )؟؟ أما الطامة الكبرى فحين أخبرتني أن اخناتون هو سيدنا إبراهيم كونه وحد الديانات ؟؟؟ وقد كنت دائما أدافع وأبرهن لها بالدلائل والإثباتات وأدعو لها بالهداية ولكن وكما يقال اذا خاطبكم الجاهلون قولوا سلاما .وقد زادت حدة الأمور بيننا حتى أصبحت تستهزئ بي وتنعتني بالمتطرفة خصوصا بعد أن أخبرتها أن اخناتون كافر ولم يعبد الله يوما بل عبد الشمس ووحد الآلهات العديدة في الشمس الالاه الواحد وأنه ما من نبي صنع لنفسه تمثالا أو نقش صورة على مر التاريخ والا أين صور موسى وهارون، حينها ساءت علاقتنا أكثر فأصبحت أتفاداها لأنها أصبحت تضايقني وتحسسني أنني متخلفة أو عديمة الإحساس وفي أحد الأيام لم أعد أحتمل فثرت بشدة وطلبت منها أن تكف عن استخفافها بالخلق ولا أنكر أنني جرحتها، لكنني أحتفظ بمعزة لها في قلبي خصوصا أنني كنت أحاول دائما أن أساعدها على الرجوع إلى الصواب، والآن أنا في حيرة من أمري لأنني أحس أنني لم أكن حكيمة بما فيه الكفاية لأوجهها إلى ما فيه الخير، وبالتالي أكسب فضلا عظيما من الله ومن جهة أخرى لا أريد أن أتحدث معها ثانية لأنها لا تحترم أحدا وتفتري حتى على ما أنزله الله ؟؟؟
فما العمل يا ترى وهل أنا على صواب اذ قطعت علاقتي بها نهائيا ، أفيدوني أرجوكم ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فجزاك الله خيرا في حرصك على الدعوة إلى الله وهداية الخلق إلى الحق، وإن كانت هذه الفتاة على الحال الذي ذكرت فهذا الذي يصدر منها كفر بالله تعالى وتكذيب برسله وافتراء منها للكذب على الله تعالى، فلا يجوز لك أن تكوني على مودة معها على كل حال.

وأما دعوتها إلى الخير فيمكنك الاستمرار فيها بالحكمة والمواعظ الحسنة ما رجوت أن ينفعها ذلك.

وأما إن كانت تزداد بذلك كفرا وعنادا فلا حرج عليك في ترك نصحها والإعراض عنها، وقد يكون هذا هو الأولى في مثل هذه الحالة، بل قد يكون أردع لها عن هذا الباطل الذي هي فيه.

ولمزيد الفائدة يمكنك الاطلاع على الفتويين: 16759، 50919.

وننبه إلى أمرين:

الأول: أنه لا حرج في الإغلاظ في القول للمعاند، فقد تكون هذه هي الحكمة في حقه، وراجعي الفتوى رقم: 55729.

الثاني: أن الآية التي أشرت إليها بسؤالك هي قول الله تعالى: وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا {الفرقان:63}

فتبين لك أنها آية من القرآن وليست من كلام الناس وأنها بلفظ الغيبة وليست بلفظ الخطاب.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني