الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عمل المرأة بوظيفة سكرتير وحكم إلزامها بتعليم غيرها

السؤال

كنت أعمل في شركة كسكرتيرة. وكانت مديرتي التي هي مديرة المكتب ترفض تعليمي كل ما أسأل عنه وتكتفي فقط بتعليمي ما هو موكل لي من المهام مع علمها بأنني في فترة من الفترات سوف أقوم بأخذ شغل الشركة كلها على عاتقي لأنها كانت مريضة وكثيرا ما كانت تأخذ إجازات مرضية وكنت أنا أقع تحت ضغط هائل في شغلها بسبب عدم تعليمها إياي.
ثم بعد فترة وجيزة من بدء عملي بالمكتب أجبرها الأطباء بترك العمل لأن حالتها الصحية تستلزم ذلك . فتركت العمل وتركتني في موقف لا أحسد عليه.
وبدأت أتعلم بطريقة المحاولة والخطأ.
ثم بعد ذلك أصبحت ماهرة في عملي والكل كان يشهد لي بذلك إلى أن قام المدير بإحضار ابنته لكي تساعدني على حد قوله، وكنت أقوم بتعليمها لأنني دوما أتذكر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من كتم علما ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة فكنت أحرص على تعليمها كل شيء من شغل الشركة ومنها ما هو خارج العمل أيضا ولم أبخل عليها بمعلومة أو سؤال سألتني إياه. وكان هو يعاملني معامله سيئة لأنه كان يظن أنني أفعل مع ابنته كما حدث معي من مديرة المكتب السابقة إلى أن رآني بعينه وأنا أشرح لها فتغيرت معاملته لي وعاد يعاملني كما كان كأب لي. المهم أنه في النهاية حدث أكثر من خلاف بيني وبين ابنته بعد أن أحست انها تعلمت الشغل كله وأنها ليست بحاجة لي فبدأت تختلق المشاكل معي وبدأ هو أيضا في عمل جبهة مع ابنته بطريقة ما بحيث يوضح للجميع أنني لا أقوم بالعمل على أكمل وجه.
لقد تركت العمل لديهم وأنا ممزقة من الداخل وحتى الآن لا أستطيع أن أسامحه على ما فعله معي.
أعمل الآن في شركة أخرى كمديرة مكتب ومنذ اليوم الأول ومع الأسف واجهتني نفس المشكلة وهي أن موظفة الاستقبال لها أقارب فيهم عميل لدى شركتنا أو بمعنى أصح "مسنودة" وهي من النوع السلطوي وليست لديها خبرة بالمرة فهو أول عمل لها والمدير يطلب مني أن أعلمها حتى ترتقي في أدائها، كنت أفعل ذلك في الأول ثم وجدتها تتعامل معي بأسلوب لا يليق بفارق السن بيننا كما أنها تتطاول علي بالكلام بطريقة غير مهذبة إذا ما حدث بيننا خلاف وهي دائمة المقارنة بيني وبينها ترى أنه لا فارق بيننا وأن الفارق بيننا فقط هو اللغة التي هي ضعيفة بها وقد علمت بالصدفة أنها تتعلم الآن الإنجليزية.
سؤالي هو: هل أعاقب إذا ما رفضت تعليمها لأحمي نفسي من غدرها وغدر مديري الذي يقف بجانبها ويشجعها دائما؟
وإذا كان فما هو الحل من وجهة نظركم؟
وهل عدم قدرتي على مسامحة مديري السابق لظلمه لي هل أكون بهذا أضعت على نفسي فائدة أن من يعفو عن أخيه يعف الله عنه يوم القيامة؟
افيدونا وجزاكم الله كل خير؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقبل الجواب نود أولا أن نحيل السائلة إلى حكم كتابة صلعم في الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم، فلتراجع فيه فتوانا رقم: 7334.

ولتعلم الأخت السائلة أن العلاقة بينها وبين الشركة التي تعمل فيها أو تلك الشركة التي كانت تعمل فيها سابقا إنما هي علاقة إجارة، فهي أجيرة عند من تعمل له، والمطلوب منها بحكم هذا العقد أن تقوم بالعمل الذي استؤجرت عليه، وليس من عملها أن تقوم بتعليم الأشخاص المذكورين، وبالتالي فهي غير مطالبة شرعا بذلك.

كما أن الحديث التي أوردته السائلة وهو قوله صلى الله عليه وسلم: من سئل عن علم فكتمه. الحديث رواه ابن ماجه وغيره ليس هذا بابه ولا تعلق له بشأن السائلة من قريب أو بعيد.

وراجعي في معناه الفتوى رقم: 2634.

وأما مسألة مسامحة المدير السابق وهل هو ظالم لها أم لا.

فالجواب أنه إن فصلها من عملها في أثناء العقد فهو ظالم لأن عقد الإجارة عقد لازم لا يفسح إلا برضى الطرفين ما لم يكن هناك عذر شرعي يفسخ به، والعفو عنه في هذه الحالة مشروع استحبابا.

وراجعي في حالات المظلوم مع ظالمه الفتوى رقم: 54580.

وأما إن كان الفصل بعد انتهاء مدة العقد فلا ظلم.

وراجعي في ضوابط عمل المرأة سكرتيرة الفتوى رقم: 98575.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني