السؤال
بعد الصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه إلى يوم الدين.. أنا رجل مغربي متزوج وأبلغ من العمر40 سنة، سافرت إلى أوروبا وسني 24 سنة، كنت أدرس بالخارج في فرنسا وألمانيا ابتداء من سنة 1992م حتى سنة 2000م، لم أكن متزوجا في هذه الفترة وكنت أصلي وأصوم ولكن كنت أعمل الفواحش، لا أطيل عليكم فسوف أختصر وأبدأ سرد قصتي... في يوم من الأيام استسلمت للشيطان وبدأت أسرق من المحلات التجارية الغربية، في البداية كنت أسرق مواد غذائية ثم بعد ذلك بدأت أسرق الملابس الغالية قصد ارتدائها أو بيعها، كما أنني كان لي بطاقات بنكية ائتمان كنت أشتري بها ملابس وأشياء أخرى كالذهاب إلى المطاعم أو من أجل قضاء أغراض أخرى، وقد قمت بهذه الأعمال الخسيسة من أجل المتعة ولم أكن حينها أدرك خطورتها، ربما كنت حينها أعاني من مرض الكليبتمانيا، وقد كنت منذ مدة طويلة تزيد عن 20 سنة آخذ بعض العقاقير لعلاج مرض الاكتئاب ومازلت إلى الآن، كما أنني كنت أزني بفتيات من أوروبا وقمت بهذا العمل حتى سنة 2000 تاريخ العودة إلى المغرب، وقد اشتريت العديد من لوازم المنزل بشيكات وبطاقات فرنسية وألمانية بدون رصيد، وللأسف لا زلت أحتفظ ببعض المسروقات وأريد التخلص منها بتوزيعها على أي أحد، ولكن مازلت أستعملها، وقد ندمت كل الندم على ما فعلت وتبت إلى الله عز وجل، لكن الشيء الذي ينغص علي حياتي هو تلك الأموال والأشياء التي سرقت، فأنا لا أستطيع رد الحقوق إلى أصحابها لأن دخلي محدود، كما أنني أخاف إن اتصلت بالمحلات التجارية والبنوك التي أقرضتني أموالا من أجل طلب العفو فربما قبضوا علي، فأنا رب أسرة وأعيل أبناء، فهل الصدقة كفيلة بأن تكفر عن ثمن السرقات التي لا أستطيع ردها، كما أنني فكرت في أخذ قرض من البنك لكنني سأزيد الطين بلة وخاصة أنه عندنا بنوك ربوية في المغرب، فماذا أفعل فأرجوكم أفيدوني أنا أشعر بقهر شديد من هذا الموضوع ولا أريد أن أفضح نفسي، والله لقد تبت ولا أعرف كيف كنت أقوم بهذا العمل المشين، ولكن هذا ما حدث وأريد أن يمحى هذا الذنب عني وأتخلص من توابعه للأبد، دائما أدعو الله أن يقبل توبتي ويعينني على التخلص من توابع ذنب السرقة فو الله أنا قد تغيرت وأسعى دائما للتقرب إلى الله وطلب المغفرة منه، فأرجوكم أرشدوني لا أعرف كيف أتصرف؟ وجزاكم الله خيراً.