الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حاجة الأمة لطبيبات تغني النساء عن مخالطة الأجانب

السؤال

حصلت على شهادة طب أسنان وطلب مني التدريب لمدة شهرين في مركز متخصص يضم أطباء وطبيبات ويتوجب علي خلال هذه الفترة الانتقال من عيادة لأخرى لإجراء جميع الحالات مما يؤدي إلى الاختلاط بالرجال والحديث معهم في أمو رتخص العمل وفي غيرها وسأضطر إلى عدم تغطية كامل وجهي لأتمكن من العمل وقد يؤدي هذا إلى نظر الرجال لي ونظري إليهم مما جعلني أفضل عدم العمل بشهادتي خوفا على نفسي من الفتنة وأعمل الآن معلمة قرآن بعد حصولي على إجازة في القرآن الكريم كاملاً ولله الحمد لكن والدتي لم تقبل بقراري وتطلب مني التنازل عن مبادئي قليلاً نظرا لأن الراتب أفضل، فصليت استخارة ودائماً ينقبض قلبي إذا تخيلت الوضع في مركز طب الأسنان لأني جربته لفترة وكان أثره سيئا علي ، فما الحكم في أن أعمل في غير مهنتي حفاظا على نفسي من الفتنة وإن كان في ذلك عدم طاعة والدتي؟

الإجابــة

خلاصة الفتوى:

الأمة محتاجة لطبيبات تغني النساء عن مخالطة الأجانب، فننصحك بالاشتغال بالطب طاعة لأمك وتلبية لحاجة الأمة إذا أمنت من الفتنة، ويجب عليك البعد عن الخلوة بالأجانب ومسهم، والتستر أمامهم، كما ننصحك بمواصلة تحفيظ القرآن أداء لمسؤولية الله علينا في تعلم وتعليم القرآن.

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فهنيئا لك بما أنعم الله به عليك به من حفظ القرآن والسعي في تعليمه. ففي حديث البخاري: خيركم من تعلم القرآن وعلمه.

ثم إننا نفيدك أن عمل المرأة في مجال الطب فيه مصلحة للأمة ولا سيما طب الأسنان الذي يحتاجه النساء كثيرا، فوجود طبيبة أمينة يستغي بها النساء عن العلاج عند الرجال الأجانب من حاجيات الأمة، فإذا أمكنك أن تكوني طبيبة مع التحفظ هذين الشهرين من مس الأجانب والخلوة بهم فهو أمر طيب لما فيه من تلبية حاجة الأمة وإرضاء الوالدة، وعليك إن دعتك حاجة العمل إلى ملاقاة الرجال أن تحافظي على غض البصر والتستر، وأما كشف الوجه فلا داعي له إلا إذا كنت لا بد أن تكشفي عن عينيك لتنظري عمل الأطباء أو عملك المنوط به، ويمكن في هذه الحال أن تتنقبي وتضعي نظارات قاتمة على عينيك فيحصل بذلك الستر الكامل إن شاء الله، والجدير بالملاحظة أن ما ذكرناه مشروط فيه أمن الفتنة، وأما إن كنت تخشين الفتنة فالواجب تجنب ذلك ولو لم تقبل الوالدة.

وعلى أية حال فإنا ننصحك بأن تواصلي تحفيظ القرآن فهو من أفضل العبادات، وقد رأينا عدة من الدكاترة الأطباء يزاولون مهنتهم الطبية مع اشتغالهم بتدريس القرآن والقراءات مجانا للطلاب ويجيزونهم بالقراءات، وراجعي الفتاوى التالية أرقامها: 56887، 28006، 20667، 8107، 38744، 522، 3859، 50794، 53806.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني