السؤال
سبق لكم في فتاوى سابقه أن قلتم أن لباس القميص أي الدشداش في بلدنا فلسطين مخالف لأهل البلد ولكن عندنا بارك الله فيكم العلماء والمشايخ وجماعه التبليغ ومن هم على منهج السلفية يلبسون الدشداش في بلدنا فلسطين، فهل لهم حكم خاص وهل لبس الدشداش اقتداء بالنبي محمد عليه الصلاة والسلام للحديث الوارد: كان أحب الثياب إلى الرسول عليه الصلاة والسلام القميص، فهل لبسه سنة أم اقتداء، الرجاء منكم الإسراع بالإجابة، بارك الله فيكم...
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالفتوى التي أشار إليها السائل هي برقم: 107985، ولم نقل فيها أن لبس القميص مخالف للبس أهل البلد في فلسطين، وإنما السائل هو الذي ذكر معنى هذا، ونحن قلنا حرفيا: فإن كان الثوب الذي تلبسه يخالف لباس أهل البلد.. فعلقنا الحكم الذي ذكرناه على ذلك الشرط ولم نقل إنه مخالف للبس أهل البلد، وفرق بين التعبيرين، وإذا كان ما ذكره السائل صحيحا من أن لبس القميص منتشر ويلبسه العلماء وغيرهم فإنه حينئذ لا يعتبر لبسه من لباس الشهرة، ولا سيما وأن بعض الفقهاء نص على استحباب لبس القميص؛ كما قال في كشاف القناع: ويسن لبس القميص . فلبس القميص ليس داخلا في لباس الشهرة لأن ضابط لباس الشهرة عند العلماء هو مخالفة لباس أهل بلده بلا عذر، كما قال ابن مفلح الحنبلي في الآداب الشرعية: وخلاف زي بلده بلا عذر... وبعض العلماء أضاف قيد القصد في لبس ثوب الشهرة؛ كما قال شيخ الإسلام: يحرم شهرة. وهو ما قصد به الارتفاع وإظهار التواضع. انتهى من الإنصاف للمرداوي.
ومن لبس القميص تأسيا بالنبي صلى الله عليه وسلم فهو مأجور إن شاء الله حتى وإن كان الناس لا يكثرون من لبسه.
والله أعلم.