السؤال
أنا شاب ملتزم من صنعاء القديمة أحفظ كتاب الله والحمد لله تزوجت منذ 4 سنوات جرت العادة والعرف في منطقتنا أن تختار الأم الزوجة لابنها دون أن يراها أو يكون له رأي في الاختيار.
كان هدفي من الزواج أن أعف نفسي لذلك لم يكن لدي خيار في عدم الموافقة لأنه لم يكن لدي خيار آخر, كذلك أنه لو لم أوافق فإني سأخسر والدتي ووالدي بشكل كبير وربما دعوا علي.
استخرت الله ثم استشرت المشايخ وبعض العلماء والإخوة الصالحين وتوكلت على الله, والحمد لله رزقني الله المرأة الصالحة من حيث الجمال والطبع.
وفي الحقيقة أن زوجتي ليست مقصرة معي أبدا والحمد لله فهي تقوم على خدمتي وتلبي لي كل رغباتي تصنع لي أطيب الطعام وتغسل لي الثياب وتنظف البيت وتطيع والدتي ووالدي اللذين كبرا في السن وتحسن لي كثيرا وأنا راض عنها والحمد لله، لكنّ هناك أمران يجعلاني الآن أفكر بالزواج من ثانية وبشده وهما كالتالي:
1) هناك فرق كبير في المستوى العلمي فأنا حامل ماجستير ومقبل على الدكتوراه بإذن الله تعالى وهي تخرجت من الثانوية، قد تستغربون حينما أذكر لكم هذا ولكن في الحقيقة أنني أتمنى أن تكون لي زوجة تشاركني مستواي العلمي من حيث الأبحاث والنظر في العلوم الجديدة والانكباب على العلم والقراءة بدلا من البرامج التلفزيونية (المباحة طبعا) وضياع الأوقات, وللأسف حاولت بكل جهدي أن أجعلها تتعلم وتقرأ في الكتب ولكنها لا تحب القراءة إلا في بعض الكتب كالقصص فقط، قمت بتسجيلها في مدرسة التحفيظ للبنات بعد الظهر فحفظت 10 أجزاء والحمد لله ولكن بعد أن سافرنا للخارج للدراسة، انقطعت عن التحفيظ وسرعان ما نسيت الحفظ ودائما اذكرها وأخوفها من النسيان وخصوصا أنها تملك كل الوقت وليس لدينا أولاد بعد وليست منشغلة بالدراسة, وهي تراجع لكن بضعف شديد. وفي الحقيقة أشعر بضيق عندما لا أجد من يبادلني اهتماماتي في الحياة (كزوج أقصد)
2) زوجتي ليست ممن يرغب كثيرا وأنا أعاني من هذا الأمر بشكل كبير وأحيانا أكلمها فتلبي لي رغبتي لفترة وجيزة ولكن سرعان ما تعود لطبعها لأنها جبلت عليه. وعندما أكلمها عن أهمية أن تتلطف المرأة مع زوجها فأنها تستجيب لي ولكن يكون واضحا جدا أنها تتكلف، وقد اشتريت لها الكثير من الكتب في هذا الموضوع، ولكن لا فائدة وأنا لست منزعجا منها لأنها هكذا فأنا أحمد الله على العافية، ولكن أحببت أن أبين حقيقة ما في داخلي لأنني أعاني من هذا الأمر وخصوصا أنني أحيانا لا أقرب زوجتي أسبوعين أو أكثر، بصراحة أفتقد في أوقات كثيرة إلى الحنان والحب والعطف (هذا الأمر لا يحتمل ويجعلني اشعر أحيانا وكأنني لست متزوجا أصلا، فأخاف أن يجر علي الويلات).
في نفس الوقت أخاف أن يكون في تصرفي هذا خطأ بحقها فقمت بمصارحتها وشرحت لها كل ما في نفسي وتكلمت معها بغاية اللطف وتعهدت لها أمام الله أني لن أكون مقصرا في حقها فوافقت تماما والحمد لله وأنا سعيد جدا وقالت لي إنها توافق لأنها تريد أن تسعدني.
الأمر الذي أخاف منه (والذي جعلني أكتب هذه الرسالة لكم) الآن هم أهلي وعلى رأسهم والدتي التي ربتني وتعبت على وكذلك والدي وإخواني لن يوافقوا مهما حصل فماذا أعمل؟ هل إذا كان الشرع قد أباح لي الزواج بالثانية وأنا فعلا (صاحب حاجة) وليس عبثا ولعبا علي أن أراعيّهم؟
ماذا أعمل في حالة عدم موافقة والدتي هل إذا كنت صاحب حق وحصلت على فتوى أكون قد أعذرت إلى الله؟
إذا وافقت والدتي فإن الجميع سيوافقون وإذا كان (وأنا على يقين من ذلك) لي حق فهل لي أن أحصل على فتوى أو نصيحة لها بأن يستشعروا ما أعاني منه وما يجول بداخلي (على الأقل) حينها إما أن يقنعوني أو أقنعهم؟
بارك الله فيكم وحفظكم وأعذروني على الإطالة.