الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يعاني من الوساوس بشأن الطلاق ولم يتزوج بعد

السؤال

أنا شاب مقبل على عقد الزواج خلال أيام إن شاء الله. عندما تتأخر زوجتي أو إحدى أخواتي خارج البيت بدون إعلام مسبق فان ذلك يصيبني بحالة شديدة من القلق والتوتر خوفا عليهم. أخبرت خطيبتي بذلك وأنه يصاحبه أحيانا ارتفاع شديد في ضغط الدم ورجوتها أن تراعي ذلك الأمر بشدة في مستقبلنا لما يصيبني من أذى بسببه. وفي زيارتي لهم وحيث إنهم يسكنون قرية نائية تغرق في الظلام بعد المغرب أخبرتها أن لا تتأخر وحدها مهما كانت الأعذار, ولكن ذلك تكرر منها بسبب تجهيزات الزواج وهي معذورة ولكني أتوتر بشدة.
في آخر مرة توترت بشدة وأخبرتها بأنه إن تكرر ذلك منها فإنها قد تكون سببا في أذى صحي لي, ثم قلت لها إنها لو كررت ذلك قبل أو حتى بعد الزواج بعشر سنوات فإنه ممكن أن لا تراني مرة أخرى. كررت ذلك عدة مرات وقلت في إحدى المرات إنه إن تكرر ذلك فلن تراني مرة أخرى. لكنها كلما أكرر كانت تعتذر وتقول لي إنها ستحتاط أكثر وأنها تقدر ذلك مني وستفعل ما في استطاعتها ولكن بدون تهديد. وأنا أرى ندمها الشديد وأنها فعلا معذورة ولأني أعلم أنها على خير كثير، انتابني خوف شديد من أن هذه الألفاظ قد تكون سببا في طلاق فعلي مستقبلي إن تكرر منها ذلك بعذر فقلت لها إني أتراجع في هذا التهديد وأن هذا لن يكون سببا في فراق لكن عليها أن تتوخى الحذر حتى لا تغضبني.
ينتابني الآن شك شديد في ما إذا كان يقع طلاقا إن حدث منها ذلك بدون قصد بعد العقد فأنا لا أريد ذلك وكنت أفكر في نيتي أثناء هذه الألفاظ أني قد أهجرها فترة أو أطلقها إن هي فعلت أشياء أكرهها أثناء الزواج (فكرت في ذلك لأني أنوي إتمام العقد بعد فترة خطبة أقل من أسبوعين لظروف سفري وما زال لدي بعض الشك في ملاءمتها لي تماما رغم ما ظهر لي من خير كثير فيها) ولكن بمجرد أن أدركت أن هذه الكنايات قد تكون سببا في طلاق فعلاً تراجعت في التهديد بأن لا تراني واكتفيت بالتنبيه بالاحتياط الشديد.
هل من الممكن أن يكون هذا التهديد بهذه الصورة يمين طلاق؟ وهل يمين الطلاق المعلق يقع كلما تكرر الأمر المطلق بمعنى أنه إن تكرر شيء علق عليه الطلاق ثلاث مرات تكون ثلاث تطليقات؟
أفيدوني في ذلك جزاكم الله خيراُ.
أريد أن أوضح أنه تنتابني وساوس شديدة حيال أي أمر في ديني كالصلاة تعيقني تماما وبحمد الله استطعت أن أتغلب عليها في الصلاة وأشياء أخرى كثيرة ولكنها عادت إلي مرة أخرى منذ حدث هذا الأمر حيث أني أفكر طول الوقت في ماذا كانت نيتي وماذا قلت وقد ذكرت هنا ما أتذكره.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

أسأل الله عز وجل أن يزيل ما بنفسك من هذه المخاوف والوساوس التي ابتليت بها.

أما عن تهديدك لخطيبتك بقولك إذا تكرر منك ذلك فإنه لن تراك. فلا يقع به طلاق؛ لأنه كلام، وأنت لم تتزوجها، والطلاق إنما يقع على الزوجة، ولو فرض أنك قلته بعد الزواج فإنك تقول: إنك قصدت به التهديد أنك قد تهجرها أو قد تطلقها، فالكلام لا يعدو كونه تهديداًً فلا يكون من كنايات الطلاق، وتراجع الفتوى رقم: 35676.

وأما عن قولك هل يمين الطلاق المعلق يقع كلما تكرر الأمر المعلق فالجواب: أن تكرار الأمر المعلق عليه لا يفيد تكرار الطلاق، فلو علق الطلاق على شيء ما حنث فيه وقع الطلاق، فإذا تكرر الفعل لا يقع الطلاق إلا إذا كان التعليق بصيغته تفيد تكرار الطلاق، كأن يقول: كلما فعلت كذا فأنت طالق فتطلق كلما فعلته، وتراجع الفتوى رقم: 14738، والفتوى رقم: 3171.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني