الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أكثر من ذكر الله ولا تلتفت للوساوس

السؤال

أنا صاحب السؤال رقم 2190218 والذى كان أحد أسئلته هو: كنت أصلى الفجر في رمضان منذ وقت طويل (أظن المرحلة الإعدادية أو أوائل الثانوية لا أتذكر) وقرأ الإمام بسور قصيرة فتحدثت مع أحد المصلين فقلت له هذه سور (لا أستطيع أن أكتب الكلمة) ولكن كان قصدي أنها سور صغيرة وليس قدحا في السور فنبهني صديقي أن هذا خطأ، فكانت الإجابة كالتالي: وكذلك وصف السورة بالقصر إن كان هو الذي تقصد لا حرج فيه فبعض السور قصيرة وبعضها طويلة ولا حرج في قول ذلك ولكن الذى أقصده هو أني قلت وصفا للسورة القصيرة وهو أنها (كلمة إستهزاء لا أستطيع أن أكتبها)، فهل كان ذلك قدحا فى السورة وأنا لا أقصد أبداً أن أسخر من السور القصيرة، وكذلك النقطة السادسة فى السؤال لم يتم الإجابه عنها تفصيلاً, وكان ما حدث في هاتين النقطتين قبل الزواج، فأفتوني فى ذلك مأجورين؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما ذكرته في مسألة وصفك للسور بما يدل على قصرها لا ينقض إيمانك، لأنك لم تقصد به قدحاً ولا استهزاء، لكن قد يكون فيه سوء أدب ينزه عنه كتاب الله عز وجل، هذا ما يمكننا افتراضه من وصف لهذه السور.

وننصحك بكثرة الاستغفار والإقلاع عن الوساوس جملة، وإذا كنت قد قلت كلمة فيها استهزاء بآيات الله تعالى، فالواجب هو التوبة إلى الله تعالى..

وما ذكرته في النقطة السادسة عن وصفك لعدم تفوقك بأنه ليس من العدل في مقابل اجتهادك ومثابرتك فهذا من التشكي والتسخط على المصححين والأساتذة فلا حرج فيه إلا أن يكون اتهامك لهم بالظلم دون يقين أو ظن غالب فهو من الظن الآثم المحرم شرعاً، وكفارته الاستغفار والتوبة وطلب مسامحتهم إن أمكن ذلك وإلا فيستغفر لهم.

وأما حمل ذلك الكلام على أنه اعتراض على الله عز وجل واتهام له بعدم العدل فهو بعيد جداً، ولا يمكن تأويل كلام مسلم عليه إلا أن يقر بأنه قصد ذلك فيكون مرتداً عن الإسلام، ولو فرضنا ذلك فإن الصلاة بعد ذلك دخول في الإسلام على الصحيح لما تتضمنه من التشهد، وكذلك الإقامة وكل عبادة فيها تشهد أو ذكر فلا تأثير لذلك على عصمة الزوجية.

ونؤكد عليك ثانية أن عليك أن تدع الوساوس وإلا فستتمادى بك إلى أن تخرجك إلى حيز الجنون، فاتق الله تعالى في نفسك واشغلها فيما ينفع.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني