الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم انتفاع الأخت بمال إخوتها المكتسب من بيع المخدرات

السؤال

باختصار شديد أنا فتاة تعيش مع أمها وإخوتها ترعاهم بما تقدر عليه من صحة, ولكن كل مال إخوتي من بيع المخدرات في بلاد الغرب سابقا ولا أستطيع الانفصال عنهم لحرمانية عيش الفتاة لوحدها. ما موقف الدين من مثل هذه الحالة وهي كثيرة. أرجوكم ادعوا لي بالزواج فهو الحل في حالتي، وادعوا لإخوتي بالهداية والمغفرة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى أن ييسر لك الزواج، وكل ما يعينك على طاعته وحسن عبادته، وأن يهدي إخوانك ويغفر لهم ويصلحهم.

وعليك أن تنصحي إخوتك وتبيني لهم حرمة الكسب من المخدرات، لعل الله تعالى أن يصلح حالهم على يديك، فتنالين بذلك الخير الكثير في هذه الحياة والثواب الجزيل عند الله تعالى، وإذا كان كل مالهم من الحرام كما ذكرت، فلا يجوز لك الانتفاع منه إلا بقدر الضرورة أو الحاجة إذا لم تجدي غيره من الحلال، وذلك لأن الواجب في هذا المال هو التخلص منه في المصالح العامة للمسلمين، ومن ذلك أن ينفق على المحتاجين فلك إذا أن تأخذي منه بوصف الاحتياج. أما إذا كان لهم مال آخر مختلط مع ما يكسبونه من الحرام فلا يحرم عليك الانتفاع به والأكل منه، ولكنه يكره إذا لم تضطري أو تحتاجي إليه.

وسبق بيان ذلك بشيء من التفصيل في الفتاوى: 45579، 76284، 9963 فنرجو أن تطلعي عليها.

وأما انفصالك عنهم والسكن وحدك فقد يترتب عليه من المفاسد ما هو أعظم كما أشرت، ولذلك لا يجوز لك الانفصال عنهم في هذه الحالة.

ونسأل الله تعالى أن يجعل لك من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني