الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صديقتها كثيرة الحلف وكثيرة الغيبة والنميمة

السؤال

لدي صديقة عزيزة ولكن عيبها أنها تحلف يمينا كثيرا وطبعا تخلف بالحلفان ولا تكفر وأنصحها ولا فائدة,
وأنا أحب أن أعرف ما هي عقوبة حلفان اليمين وخاصة الذي لا يعمل بالكفارة؟ وخاصة إذا كان المواضيع كلها نميمة وقيل وقال وتوصيل كلام وتحلفني اليمين بعدم إخبار فلان وتنم على فلانة أخرى وهي صديقتها, وأنا صراحة بدأت أتضايق من هذا الخبر, علماً بأنها تكن المودة للصديقة الأخرى ولكني لا أثق فيها, بما أنني أسمعها تنم عليها..

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن كثرة الحلف والنميمة والقيل والقال كلها أوصاف ذميمة، يجب على المسلم أن يحذر منها، فقد قال الله تعالى: وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ * هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ * مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ * عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ {القلم: 10-13}

وكثرة الحلف بالله تعالى تدل على عدم تعظيمه ورهبته، ولذلك فإن على المسلم أن يحذر منها؛ فقد قال الله تعالى: وَلَا تَجْعَلُوا اللَّهَ عُرْضَةً لِأَيْمَانِكُمْ {البقرة: 224} وقال تعالى: وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ {المائدة: 89}

ويكون الإثم أعظم والحرمة أشد إذا كان مع ذلك نميمة أو يمينا على الكذب، فقد روى الترمذي وصححه عن حذيفة- رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا يدخل الجنة قتات. قال العلماء: والقتات النمام، وفي الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله يكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال.

ولهذا فينبغي لك أن تكرري النصيحة دائما لصديقتك وتبيني حرمة ما تقوم به لعل الله تعلى أن يهديها ويصلح حالها على يديك فتناليين بذلك الخير الكثير والثواب الجزيل عند الله تعالى.

كما أن عليك أن تبيني لها أن عليها الكفارة فيما حنثت فيه من أيمان, كما هو مبين في الفتاوى التالية أرقامها: 6869، 108444، 58639، 40863، 8997.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني