السؤال
هل يمكن الله سبحانه وتعالى المنافقين والمرائين من محبته، بمعنى آخر هل يجيز الله سبحانه محبته لإنسان منافق أو مراء بغض النظر عن مسألة التوبة..؟ وجزاكم الله خيراً.
هل يمكن الله سبحانه وتعالى المنافقين والمرائين من محبته، بمعنى آخر هل يجيز الله سبحانه محبته لإنسان منافق أو مراء بغض النظر عن مسألة التوبة..؟ وجزاكم الله خيراً.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان المقصود هل يمكن أن يحب الكافر والمنافق الله سبحانه وتعالى، فالجواب نعم فالكافر قد يحب الله تعالى -ومن باب أولى المسلم الذي يقع في الرياء وعنده نفاق- ودليل ذلك قول الله عز وجل: وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ... {البقرة:165}، فأخبر أن الكافرين يحبون معبوداتهم الباطلة كما يحبون الله فيسوون بين الله وبين غيره في المحبة، فأثبت أنهم يحبون الله، ومن المعلوم أن النفس مجبولة على حب من أحسن إليها والله تعالى يحسن إلى عباده جميعاً حتى الكافرين منهم فيحبونه لإحسانه ولكنهم يجعلون له أنداداً، فلأجل ذلك كانت محبتهم لله غير نافعة لهم يوم القيامة لأنها محبة شركية، ومحبة الكافر لله ليس لها ثمرة نافعة لأن المحبة الحقيقية تستلزم الإيمان واجتناب الشرك.
وأما إن كان المقصود هل يحب الله الكافرين والمنافقين ولو لم يتوبوا، فجوابه.. قوله تعالى: ... فإِن تَوَلَّوْاْ فَإِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ الْكَافِرِينَ {آل عمران:32}، وقوله تعالى: لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِن فَضْلِهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ {الروم:45}، والآيات في عدم محبة الله للكافرين ومقته لهم ولعنه إياهم كثيرة في القرآن، وهكذا المنافقون نفاقاً أكبر -وهو إضمار الكفر وإظهار الإسلام- لأن المنافقين كافرون في الحقيقة؛ ولذا جعل الله مصيرهم يوم القيامة في الدرك الأسفل من النار.
والله أعلم.
يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني