السؤال
إني قد أرسلت سؤالا لم يتم الإجابة عليه بل أحالوني إلى مجموعه من الفتاوى طبعا هذا لا يعد جوابا صريحا لذا فأرجوا منكم الإجابة على السؤال ورقم السؤال:2191538.
والسؤال هو: أني أصبت بسلس الريح أكرمك الله أتاني فجأة المهم وصرت ما أنزل الشارع أبدا ولا أروح المسجد وأصلي بالبيت ولذلك مكثت حوالي سنة كاملة أصلي بالبيت ولا أروح المسجد لأن السلس عندي مستمر ولو رحت المسجد لتضرر المسلمون هناك وجاءتني حالة نفسية عقدتني فسرت أتعقد من المستشفى المهم وأنا الآن في البيت ما عندي أحد يعني يوديني المستشفى المهم الظروف صعبة لا أقدر أروح المسجد ولا المستشفى السؤال هل تجوز صلاتي وهل مقبولة بإذن الله وإن كانت مقبولة إلى متى تصير مقبولة
وفي رؤيا رأيتها أرجو أن يكون ما فيها حرج في تفسيرها وهي أني رأيت نفسي أتوضأ وضوئي لصلاة وفي الختام لا يسعني إلا أن أحمد الله ثم أشكركم على إصغائكم لي. أرجو الدعاء لي ولجميع المسلمين بالشفاء وحسن الخاتمة وبالفرج.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسألُ الله لكَ الشفاء والعافية وقرب الفرج والمخرج، ونوصيكَ بالصبرِ علي البلاء فإنه ما أُعطيَ أحدًٌ عطاءً خيراً ولا أوسع من الصبر، وعليكَ أن تبحثَ عن أسباب العلاج حتى يُمكنك حضور الجماعة مع المسلمين، وحتى يمنّ الله عليكَ بالعافية، فإن صلاتكَ في البيت صحيحة ونرجو أن تكون مقبولة، وأنت معذورٌ في ترك الجماعة.
وقد روى البخاري ومسلم عن جَابِر بْن عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: مَنْ أَكَلَ ثُومًا أَوْ بَصَلًا فَلْيَعْتَزِلْنَا أَوْ لِيَعْتَزِلْ مَسْجِدَنَا وَلْيَقْعُدْ فِي بَيْتِهِ، وفي رواية لمسلم: مَنْ أَكَلَ الْبَصَلَ وَالثُّومَ وَالْكُرَّاثَ فَلَا يَقْرَبَنَّ مَسْجِدَنَا فَإِنَّ الْمَلَائِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ بَنُو آدَمَ .
وروى مسلم عن عمر رضي الله عنه قال: إِنَّكُمْ أَيُّهَا النَّاسُ تَأْكُلُونَ شَجَرَتَيْنِ لَا أَرَاهُمَا إِلَّا خَبِيثَتَيْنِ هَذَا الْبَصَلَ وَالثُّومَ ، لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا وَجَدَ رِيحَهُمَا مِنْ الرَّجُلِ فِي الْمَسْجِدِ أَمَرَ بِهِ فَأُخْرِجَ إِلَى الْبَقِيعِ ، فَمَنْ أَكَلَهُمَا فَلْيُمِتْهُمَا طَبْخًا، فهذا يدل على وجوب تنزيه المساجد عن الروائح الكريهة، ومنع صاحبها من حضورها أو البقاء فيها.
قال في كشاف القناع: وعلى قياسه أي الثوم والبصل ونحوهما : إخراج الريح من دبره فيه في المسجد؛ لأن فيه إيذاء بالرائحة، فيسنّ أن يصان المسجد من ذلك ويُخرج منه لأجله. انتهى .
وقال الشيخ العثيمين رحمه الله: إذا كان فيه بَخَرٌ: أي: رائحةٌ منتنةٌ في الفَمِ، أو في الأنفِ أو غيرهما تؤذي المصلِّين ، فإنَّه لا يحضرُ دفعاً لأذيَّتِه. انتهى.
واعلم أنكَ تُثاب ويكتبُ لكَ أجر حضور الجماعة، إذا علم الله منك الصدق والحرص علي حضورها، وأنه لم يمنعك من ذلك إلا كراهة أذية المسلمين.
قال الشيخ العثيمين رحمه الله: المعذورَ يُكتبُ له أجرُ الجماعةِ كاملاً إذا كان مِن عادتِه أن يصلِّي مع الجماعةِ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: إذا مَرِضَ العبدُ أو سافرَ كُتِبَ له مثلُ ما كان يعملُ صحيحاً مقيما. انتهى .
واعلم أيضاً أنه يجبُ عليكَ الوضوء لكل صلاة بعد دخول الوقت، وتصلي بهذا الوضوء الفرض وما شئت من النوافل، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: فمن لم يمكنه حفظ الطهارة مقدار الصلاة فإنه يتوضأ ويصلي ولا يضره ما خرج منه في الصلاة ، ولا ينتقض وضوؤه بذلك باتفاق الأئمة ، وأكثر ما عليه أن يتوضأ لكل صلاة . انتهى.
وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة: الأصل أن خروج الريح ينقض الوضوء، لكن إذا كان يخرج من شخص باستمرار وجب عليه أن يتوضأ لكل صلاة عند إرادة الصلاة، ثم إذا خرج منه وهو في الصلاة لا يبطلها وعليه أن يستمر في صلاته حتى يتمها، تيسيراً من الله تعالى لعباده ورفعاً للحرج عنهم، كما قال تعالى: يريد الله بكم اليسر. وقال: ما جعل عليكم في الدين من حرج. انتهى .
وأما عن الرؤيا التي رأيت فخيراً رأيت وخيراً يكون إن شاء الله، ونوصيك بالاجتهادِ في الدعاء والإقبالِ علي الله عز وجل عسى أن يكون من عنده فرجٌ قريب، نسأل الله أن يعجل لكَ بالشفاء.
والله أعلم.