الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خلود القرآن ورفعه في آخر الزمان

السؤال

هل يعتبر القرآن معجزة الله الخالدة, وإن كان كذلك كيف نوفق بين خلود القرآن ومسألة رفعه من الصدور والسطور يوم القيامة, وماذا يترتب على قولنا بأن القرآن غير خالد؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن القرآن الكريم هو معجزة الإسلام الخالدة، وحجة الله البالغة.. ولا يتعارض ذلك مع رفعه في آخر الزمان عند قيام الساعة؛ لأن رفعه لا يكون إلا بعد مجيء العلامات الكبرى التي تعقبها الساعة مباشرة مثل طلوع الشمس من مغربها وخروج الدجال.

قال السيوطي:

طلوع شمسنا ومعها القمر من مغرب بعد ثلاث تنظر.

ويخرج الدجال ثم ينزل عيسى وفي رملة لد يقتل.

والخسف والدابة والدخان وبعد هذا يرفع القران.

وذلك حين لا يبقى على الأرض إلا شرار الناس فعليهم تقوم الساعة، كما جاء في صحيح مسلم وغيره: ويبقى شرار الناس يتهارجون فيها تهارج الحمر فعليهم تقوم الساعة.

وأما قول القائل بأن القرآن غير خالد؛ فإنها عبارة تنافي الأدب وإذا كان القائل يقصد بذلك أنه يرفع في آخر الزمان قبيل قيام الساعة فهذا صحيح لما ذكرنا ولثبوت الأحاديث بذلك كما في المستدرك وغيره وصححه الذهبي ولكن العبارة خطأ لأن القرآن لا يرفع إلا عند قيام الساعة كما أشرنا.

وأما إن كان قصده بعدم خلوده عدم قيام الحجة به على الخلق أو أنه غير محفوظ من التحريف والتبديل فهذا كفر لأن القرآن الكريم هو كتاب الله الأخير الذي ختمت به الكتب السماوية وتكفل الله عز وجل بحفظه فلا يرفعه إلا بعد ما تقوم الحجة وتبين به المحجة فقال تعالى: رُّسُلاً مُّبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا {النساء:165}

وعلى ذلك فهذا القول يختلف حكمه باختلاف قصد قائله.

والله أعلم .

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني