الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تركت العمل للسفر للدراسة فلما عادت لم تجد عملا

السؤال

بسم الله الرحمان الرحيم
تحية طيبة وبعد.
أنا فتاة قاربت على الثلاثين تخرجت منذ 4 سنوات . عانيت حالة بطالة واكتئاب من جراء ذلك لمدة 3 سنوات إلى أن أنعم الله علي بعمل متواضع ولكن كان ضمن اختصاصي . وقد قمت خلاله بمجهودات أمكنتني من السفر في مهمات إلى الخارج . لكن رب العمل رفض هذا ...تم خيرت بين الذهاب للحصول على دورة تكوينية في اليابان وبين العمل . فاخترت الدراسة . ولكن منذ عودتي لم أجد عملا فقط وعود .لدي إحساس بالمرارة وأنني لم أحسن الاختيار أنني أنكرت نعمة ربي من خلال التخلي عن عملي (رغم أنني كنت أعاني الظلم في معظم الأوقات في العمل مع أجر زهيد ) . فهل علي طلب العودة إلى عملي السابق أم علي الانتظار ليتحقق بعض من هاته الوعود التي تمنيت أن تحقق ( ولكني أنتظر منذ 3 أشهر )وقد بدأ اليأس يطرق بابي . مع العلم أني في حاجة مادية ومعنوية للعمل خاصة مع زواج رفيقاتي . مما عمق لدي إحساسا بالفشل . فالرجاء أريد من يرشدني للطريق الصحيح .
مع الشكر سلفا .
ملاحظة . أبي رجل مسن ومتقاعد هو العائل لنا ، فقد خسر أخي عمله منذ 8 أشهر وهو أب لطفلين ، أختي متخرجة منذ 4 أشهر ولم توفق لعمل و أخي الصغير مازال طالبا في الجامعة لذلك لدي إحساس بالذنب أنني كنت أستطيع مساعدة عائلتي أ فضل من ذلك .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله أن يفرج كربك، وننصحك بالاستعانة بالله، وعليك بالدعاء بعد الصلاة وآخر الليل، قال الله تعالى: وَاسْتَعِينُواْ بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلاَّ عَلَى الْخَاشِعِينَ {البقرة:45}.

وفي صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول: هل من داع فأستجيب له.

وننصحك بالمحافظة على دينك أولا واستقامتك، فإن تقوى الله سبب لتفريج الكروب وتيسير الأمور، قال الله تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا {الطلاق:4}.

وقال الله تعالى: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق:2-3}.

وعليك أن تقوي إيمانك عموما وإيمانك بالقضاء والقدر خصوصا كي لا تذهب نفسك حسرات على ما فات، فما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك، واستخيري الله سبحانه في أمورك كلها واستشيري أهل الرأي والاختصاص ويوجد لدينا قسم خاص بالاستشارات فراجعيه.

ولمزيد من الفائدة راجعي الفتوى رقم: 27048.

وأما بالنسبة لطلب العودة إلى العمل السابق فلا حرج في ذلك من حيث الأصل إن رأيت في ذلك المصلحة ولكن يجب أن تتوفر فيه وفي غيره الشروط اللازمة لجواز عمل المرأة والتي سبق بيانها في الفتوى رقم: 3859.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني