الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الاستمرار في العمل المحرم بدعوى الضرورة

السؤال

يا فضيلة الشيخ أنا مطرب وملحن وهذا هو مصدر دخلي الوحيد.. وأنا الآن في فترة التجهيز لزواجي وكما تعلمون أن فترة التجهيز للزواج تحتاج مصاريف كبيرة.. ولهذا أنا لا أعرف ماذا أفعل, فهل أترك الموسيقى أم أستمر فيها حتى أتم زواجي وبعد ذلك أتركها؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن مجرد تفكيرك في ترك هذا العمل أمر تشكر عليه، لأن المعازف من الأمور المحرمة كما بينا ذلك في عدة فتاوى نحيلك منها على الفتوى رقم: 5282، والفتوى رقم: 54439.

ولا خير في مال يكتسب من هذا السبيل أو زواج يتم بمال يكتسب من طريقه، فالواجب عليك المبادرة إلى التوبة وترك هذا العمل نهائياً والبحث عن عمل حلال، وعسى الله تعالى أن ييسره لك فقد وعد سبحانه فقال: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق:2-3}.

ولا يعتبر الزواج في كل حالة ضرورة تبيح للمرء الاستمرار في هذا العمل المحرم لأجل إتمامه، كما أنه لا يتعين هذا العمل لإزالة الضرورة لو وجدت، فلو فرضنا أنه يخشى على نفسه الفتنة فهناك كثير من الأمور التي يمكن للمسلم أن يعف بها نفسه كالصوم والبعد عن مثيرات الشهوة كالنظر وغيره.

ونحن لا نحبذ أن يفتح المرء على نفسه باب الضرورة حتى يستبيح المحرم، ولكن إن وجدت ضرورة حقيقية ولم يكن بالإمكان تأجيل الزواج وإعفاف النفس بالوسائل التي أشرنا إليها، وخاف المرء على نفسه الوقوع في الفاحشة فيمكنه في حالة الضرورة الاستمرار في هذا العمل بقدر الضرورة، والضرورة تقدر بقدرها فيحصل الحد الأدنى من المال الذي يمكنه به إتمام الزواج فلا يتوسع في التجهيز، وإذا زالت الضرورة رجع إلى الأصل وهو ترك هذا العمل، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 36266، والفتوى رقم: 25124.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني