الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السؤال

استأمنتني صديقة لي على سر لها وأقسمت لها على أن يظل بيننا، كان عبارة عن مشكلة تعاني منها...أحببت أن أساعدها فاستشرت إنسانة ذات خبرة وذلك بأن قصصت لها محتوى سر صديقتي دون أن أخبرها باسمها -اسم الصديقة- ولكن بُحت بمعلومات -كالوظيفة والحالة الاجتماعية - عنها ظننت أنها قد تساعد في حل المشكلة، الآن أشعر بأن ضميري يؤنبني ذلك أني بُحت بالسر وخالفت اليمين..لا أدري ماذا أفعل؟ هل ما فعلته صحيح أم أنني قد أذنبت ؟ أنا لم أجهر باسم صديقتي فهل فعلي ذلك يعتبر كجهري باسمها وخيانتي للأمانة؟ كما أني لم أخبر صديقتي بما فعلت وأوصلت لها نصيحة من استشرتُها..أشعر بالحيرة أرجو إفادتي ماذا عليّ أن أفعل؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالأصل في أسرار الناس أن تكتم فلا يجوز أن تنشر وخاصة إن طلب صاحبها كتمانها، ولكن إن كنت لم تذكري اسم صاحبة الأمر ولا ما تُعرَف به فنرجو أن لا حرج عليك في ذلك إن شاء الله، لا سيما وأنه للمصلحة وراجعي الفتوى رقم: 7634.

وأما هذه اليمين فيلزمك تكفيرها فيما يبدو لأنك قد حنثت فيها بإخبارك بهذا السر إن لم تكن النية عند اليمين هي الامتناع عن البوح بالمشكلة وصاحبتها، أما إن كانت النية هي هذه فإنك لم تخالفي اليمين لعدم بوحك بصاحبة المشكلة أو ما تعرف به.

وكفارة اليمين هي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم أو تحرير رقبة، فمن لم يجد شيئا من ذلك صام ثلاثة أيام لقوله تعالى: لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ {المائدة:89}

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني