الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ماذا يجب على من تزوجت بدون ولي

السؤال

أنا سيدة سبق لي الزواج أكثر من مرة ولكن لم أوفق، في زواجي الأول كان من رأي أهلي وخطأ ترتبت عليه حياتي كلها وأنجبت منه 3 أولاد، والثاني أنجبت منه طفلا ولكن كان شحيحا وأنا أربي أولادي وهو كان يسكن معي وكنت لا أريد منه شيئا سوي مساعدتي في تربية أولادي، مع العلم بأنني عندي مصدر رزق ولكن غير ثابت ودائما خسران لأني سيدة ولا أحسن التعامل ودائما ينصب علي وأسرق وجاء يوم وتجارتي خسرت، ولكن هو ظل صامتا ولا يريد أن يساندني من أجل أطفالي فقط قال لي أعيدي الأولاد إلى والدهم يريدني بمفردي وأتنازل عن أولادي مع العلم بأن والد أولادي من دولة عربية أخرى وإن أخذهم لن أشاهدهم ثانياً ولأنه يعيش معي في شقتهم التي اشتراها لي والدهم فطلبت الطلاق وبعدها كنت أبحث عن زوج وأب لأولادي وفعلا وجدت إنسانا يخاف علي ويساعدني أنا وأولادي مع العلم بأنني بمفردي لا أحد يساعدني ولا أحد يربي معي أطفالي وتقدم لزواجي ووافقت وأخي الذي يصغرني وافق بعد موافقتي، مع العلم بأن أبي متوفى، أخي كان يرفض زواجي من أساسه ولا يشعر بمعاناتي في تربية أطفالي من الناحية المادية عندي خال وعم، لكن لا وجود لهم في حياتي وخالي يقول لي أنت لست صغيرة افعلي ما تشائين لا يريد أن يتحمل حتي مجرد النصيحة، هذا الرجل كنت أشتغل عنده في شركته لكي أقدر على ظروف المعيشة كان يعطيني مرتبا معقولا ويساعدني لأنه كان يريد الزواج مني وعندما حضر ليتمم الزواج كان يؤجل خوفا من خراب منزله حيث إنه متزوج من زوجتين فهو متيسر الحال فطلب مني أن نتزوج عرفيا ولا أحد يعرف غير أولادي وأنه لا ينقصني شيء أنا وأولادي كان دائما يذهب لأخي ويتحدث معه في الزواج وبعد ترددات منه، مع العلم بأنه متمسك بي جدا ويحب أولادي وهذا نادر في زماننا بالفعل ذهبنا لمحام وقلت للمحامي أنني لا أريد وزرا علي، فقال لي حلال وشرعي وأحضر شهودا من عنده رجلان كبار السن ووضعت يدي في يد زوجي وقلنا صيغة الزواج كاملة وباركوا لنا زواجنا وأنا معه الآن ولكن أخاف أن يكون زواجنا غير شرعي، مع العلم بأنه يتحمل نفقتي أنا وأولادي ويخاف علي ويحبني جداً ويقول لي (ما يرضكيش خراب بيوتي) وهو عنده أولاد من الإثنين وأنا كنت أحتاج لمثل هذا الرجل ليساعدني في تربية أولادي ويحميني من كل شيء في الحياة، مع العلم بأن سني 33 عاما وهو 46 عاما وأنا أشعر أنه يحافظ علي ووجدت فيه حنانا كبير يعوضني عن ما عانيته وهو حلفني أنني لا أقول لأحد إلا إذا حصل شيء خارج عن إرادتنا وساعتها قال لي سيكون أمر واقع وما يصير يصير، هو فقط خائف على أولاده وهو أب حنون جداً وأسمع كل يوم ما يقال عن الزواج العرفي وفتاوى كثيرة وأخاف أن يكون زواجنا حراما، مع العلم بأن خالي قال لي أنت لست صغيرة وعمي لا يقف لأحد وأخي أصغر مني وكان لا يريد أن أتزوج لكي هو يمسك تجارتي وتخسر أكثر لأنه هو دائما خسران في تجارته ويريد أن يصعد بتجارتي، تعبت كثير جداً ولا أستطيع أن أستغني عن أولادي ولا أحد بجانبي وكنت أخاف أن أرفض فأخسره وهو من وقف بجانبي كثيرا ويشعر بمعاناتي ويحب أولادي، مع العلم بأننا نخرج في كل مكان أمام الناس ويأتي لمنزلي ولكن الحي الذي أسكن به لا أحد يعرف أحدا ويأخذنا أنا وأولادي للتنزه أمام الناس ويذهب معي في كل مكان أو مصالح حكومية لتخليص أوراق لي ولأولادي مثلا (حيث إن أولادي يعيشون معي أجانب) لحمايتي ويكون لي نعم الزوج المحافظ وعون لي لا أريد أن أخرب بيوته ولا أريد أن أسبب له مشاكل هو يحترمني ويحبني ويقدرني وأنا كذلك أصبحت لا أقدر أستغني عن حبه وحنانه وعونه لي، ولكن يأتي لي الوسواس دائما، أنا أصلي وأعرف الله وأخاف من غضبه وأخاف الحرام وضميري دائما يؤنبني أنا بمفردي وأحتاج لهذا الرجل، والمحامي قال لي إن زواجنا حلال وشرعي وأنني يمكن لي في أي وقت أن أسجل عقد زواجنا ويصبح رسميا لأنه صحيح جداً، وقلت لهذا المحامي أي وزر سوف تتحمله أنت، طمئنوني أرجوكم فهل زواجي حلال أم حرام، مع العلم بأنني حاولت كثيراً جداً أن أبعده عني قبل زواجنا ولكن كان دائم التمسك بي وبأولادي وهذا ما لا يحدث في زماننا، إنه متكفل بي وبأولادي ويحمل عن عاتقي حملا كبيرا كما لو كان أبا لأولادي، وأولادي يحبونه جداً ويراعون ظروفي لأنهم شاهدوا مدى معاناتي سنين طويلة من أجل تربيتهم حيث إن ابنتي الكبرى 16 سنة والتي تصغرها 12 ويشاركوني حزني وهمي دائما، بالله عليكم طمئنوني أخاف الله هل زواجنا صحيح؟ وأكون شاكرة منكم جدا.
وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالزواج العرفي زواج صحيح إذا توفرت فيه شروط الزواج وأركانه الشرعية المبينة في الفتوى رقم: 5962.

وليس من شروط الزواج الشرعي أن يوثق في المحاكم، ولكن من شروطه أن يزوج المرأة وليها، وجمهور العلماء على أن المرأة إذا تزوجت بدون ولي فالزواج باطل، خلافاً للإمام أبي حنيفة رحمه الله، ومذهب الجمهور هو الأصح لقوة أدلته.

فعن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة نكحت بغير إذن مواليها فنكاحها باطل ثلاث مرات، فإن دخل بها فالمهر لها بما أصاب منها، فإن تشاجروا فالسلطان ولي من لا ولي له. رواه أبو داود والترمذي وابن ماجه وصححه الألباني في الإرواء.

لكن إذا تعنت الولي ومنعها النكاح فإنه يجوز لمن بعده من الأولياء أن يزوجها الأقرب فالأقرب.

وعلى ذلك فما فعلته من زواجك بدون ولي هو باطل، ويجب عليك تجديد العقد عن طريق وليك، وأولى الناس بتزويجك أخوك ثم عمك، فإذا رفض أخوك أن يزوجك فليزوجك عمك، فإن رفض جميع أوليائك فيمكنك أن ترفعي أمرك إلى القاضي ليزوجك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: فإن تشاجروا فالسلطان ولي من لا ولي له.

علماً بأن وضع يد المخطوبة في يد الخاطب ليس مطلوباً، بل ولا يجوز قبل تمام العقد.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني