الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الصبر والاجتهاد في الأسباب المشروعة للكسب

السؤال

زوجي يعمل في إحدى دول الخليج وقد مضى على وجوده فيها 15 عاما وقد كان يبعث بكل مردوده المادي لابن عمه في بلده الأصلي وعندما طلبني للزواج طلب منه والدي أن يخبرنا بما يملك وما يعمل للاطمئنان علي وقال إني أملك كذا وكذا وكذا وعندما طلب والدي منه الدليل على امتلاكه كل ما سبق ذهب زوجي إلى ابن عمه وطلب منه كل الأوراق الثبوتية لأملاكه فقال له ابن عمه ليس لك شيء عندي إلا بيت واحد أعطني نصف ثمنه أتنازل لك عنه فقلت لزوجي حينها إن الله معك ولن ينساك وسوف يعوضك إن شاء الله وقبلت الزواج منه وسافرت معه عملت بهدف مساعدته في قضاء ثمن البيت الباقي ومضى خمس سنوات على وجودنا في الخليج وأنا وزوجي نعمل ولكن بسبب الغلاء وقله الراتب لم نستطع ادخار شيء مع العلم انه أصبح لدي طفلان واضطررت لترك عملي بسبب ظروف صحية فاضطر زوجي إلى أخذ قرض بالفائدة فقمنا بسداد المبلغ المطلوب للحصول على البيت والآن بسبب الظروف الاقتصادية في دول الخليج فصل زوجي من عمله فلم يعد لديه أي مردود مالي لقضاء بقية القرض المتبقي والتكفل ببعث المصروف الشهري لي ولأطفالي فما العمل؟ الرجاء تقديم النصيحة، وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالنصيحة التي ننصح بها الأخت السائلة وزوجها هي: الصبر والاجتهاد في الأسباب المشروعة للكسب، فإن الله تعالى جاعل لهما مخرجا إذا اتقيا الله جل وعلا وعملا بالأسباب المشروعة، لقول الله تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق: 2-3}.

وأما ما أقدم عليه الزوج من الاقتراض بالربا فإنه أمر محرم، وما عند الله تعالى لا ينال بمعصيته، فليتب من ذنبه ويعزم على عدم العود لمثله.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني