الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الحلف كذبا للحصول على إقامة في بلد أجنبي

السؤال

أنا شاب فلسطيني أعيش في كندا قد هداني الله إلى نور الإسلام ولهذا عاهدت الله تعالى وحبيبي المصطفى عليه أشرف الصلاة والتسليم أن لا أقع في معصية قط ما استطعت فلقد تبت توبة نصوحا ان شاء الله ولك فيها بإذن الله الأجر والثواب جزاك الله كل خير وجمعنا ان شاء الله في الآخرة وجعلنا من أصحاب اليمين أما بعد:
لي قضية أستحلفك بالله أن تفتيني فيها ما استطعت بما آتاك الله من علم حيث لي محكمة هنا من أجل الإقامة فانا لاجئ في كندا وفي هذه المحكمة قالوا لي إني سأحلف على كتاب الله عز وجل اليمين وبالطبع قصتي كلها كذب مثل أغلب الشباب هنا وهناك، فهل يجوز اليمين أو أن الله سيعاقبني، أو يجوز كما قال لي شخص أن أحلف وأضمر شيئا في نفسي أحلف عليه فقد عاهدت الله إن كان سيحسب يمينا كذبا عنده أني لا أريد كندا ولن أحلف، أستحلفك بالله أن تصدقني القول جزاك الله كل خير .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد أحسنت بتوبتك إلى الله تعالى فنسأله سبحانه أن يجزيك خيرا وأن يثبتك على الاستقامة في طريق الحق.

واعلم أنه لا يجوز للمسلم الإقدام على الحلف كذبا لغير ضرورة، وأما إن كنت مضطرا للإقامة في ذلك البلد وتعين الحلف كذبا لحصولك على الإقامة فإنه يجوز لك الحلف، ولكن لا يجوزلك أن تأخذ ما قد يترتب على الإقامة من منح وامتيازات لا تستحقها إلا أن تكون مضطرا لأخذ شيء منها كأن لا تجد عملا وليس عندك من المال ما تنفقه على نفسك فتأخذ بقدر الضرورة، والضرورة تقدر بقدرها، فإذا استغنيت استعففت.

وننبه إلى أنه يجب على المسلم اجتناب المعاصي ولو لم يعاهد الله تعالى على ذلك، وهذا العهد يتأكد به أمر اجتنابها.

وأما معاهدة رسول الله صلى الله عليه وسلم فتكون في حياته، وأما بعد مماته فلا نعلم دليلا أو أثراعن سلف هذه الأمة يفيد جوازها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني