الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صلاة الظهر خلف من يصلي العصر جمع تقديم

السؤال

في حالة تأخر المصلي عن صلاة الجماعة، هل يجوز له صلاة الظهر منفردا بالرغم من وجود جماعة تقوم بأداء صلاة العصر جمع تقديم، علما بأنه يتم جمع صلاة العصر بالمسجد مع صلاة الظهر بصفة شبه يومية؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فهذا الذي يفعله أهل هذا المسجد من مداومة الجمع بين الظهر والعصر إذا كان لغير مسوغ شرعي فهو جمع تقديم منكر ظاهر ومخالفة واضحة لهدي النبي صلى الله عليه وسلم وسنته القولية والفعلية، وقد قال الله عز وجل: إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَّوْقُوتًا {النساء:103}، وعلم النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه مواقيت الصلاة وقال: صلوا كما رأيتموني أصلى. رواه البخاري.

واتفق العلماء على أن مداومة الجمع بين الصلاتين من غير حاجة تسوغ الجمع لا تجوز، بل روي عن عمر رضي الله عنه أنه قال: الجمع بين الصلاتين لغير عذر من الكبائر.

إذا علمت هذا، وعلمت أن ما يفعله أهل هذا المسجد من صلاة العصر بعد الظهر جمع تقديم غير جائز فلا يجوز لك أن تأتم بهم، ولو كنت تصلى الظهر، بل عليك أن تصلي منفردا لأن صلاتهم غير مجزئة عن العصر فلا يصح متابعتهم فيها. وانظر الفتوى رقم: 7696،

وعليك مناصحتهم وأن تبين لهم وجوب مراعاة أوقات الصلوات، وأن تحذرهم من عاقبة صنيعهم وتذكر لهم كلام أهل العلم في عدم جواز الجمع بغير عذر. ونسأل الله أن يوفقهم للرجوع إلى الحق.

وأما مسألة مخالفة نية المأموم للإمام وإتمام من يصل الظهر بمن يصلي العصر فمسألة أخرى صورتها إذا ما فاتته الظهر وأدركهم وهم يصلون العصر أو إذا كانوا يجمعون العصر مع الظهر جمعا مأذونا فيه فتابعهم في العصر بنية الظهر فالراجح عندنا هو جواز هذا. وانظر الفتوى رقم: 10188.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني