السؤال
أنا أقرأ كل يوم سورة الملك ( تبارك ) تنجي من عذاب القبر وسورة الواقعة للرزق وسورة الدخان وسورة السجدة.
هل يشترط أن أقرأهم في الليل أم يجوز قراءتهم في أي وقت ويجوز لو أقرأ بعض آيات من السورة ثم أكملها بعد ساعات. هل يحتسب الأجر وتحقق هدفها المرجو. أم يشترط أن أقرأهم في الليل؟ وجزاكم الله خيرا.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمما روي في فضل سورة الملك قوله صلى الله عليه وسلم: هي المانعة هي المنجية تنجيه من عذاب القبر. رواه الترمذي وقال: حسن غريب. وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة.
وأما قراءة سورة الواقعة طلبا للرزق فروي فيه حديث بلفظ: من قرأ سورة الواقعة في كل ليلة لم تصبه فاقة أبدا. وهو حديث ضعيف، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 13140.
وراجع لمزيد الفائدة عن فضائل هاتين السورتين الفتويين: 5692، 27354.
ولا بأس بالعمل بالحديث الضعيف في فضائل الأعمال بشروط سبق ذكرها في الفتوى رقم: 19826.
وأما قراءة سورة الدخان فالأحاديث الواردة في فضلها إما ضعيفة جدا، وإما موضوعة، وهذا النوع من الأحاديث لا يعمل به ولو كان في فضائل الأعمال، لشدة ضعفه أو لأنه موضوع. كما سبق في الفتويين: 5110، 41728.
وأما سورة السجدة فمن السنة ألا ينام الإنسان حتى يقرأها، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 46598.
أما السؤال عن وقت قراءة هذه السورة، فما جاءت السنة بتحديد وقت لقراءته فالمستحب أن نلتزمه، وما لم ترد به سنة فلا تشرع المداومة على قراءته في وقت معين مخصوص، وقد سبق أنه من البدع تخصيص وقت معين لقراءة بعض السور بغير دليل، وراجع في ذلك الفتوى رقم: 54397.
والسور التي ذكرها السائل لم يرد في السنة تحديد وقت معين لها، إلا سورة السجدة فيسن قراءتها قبل النوم، وليس بالضرورة أن يكون ذلك عند النوم، بل قد يكون قبل استعداده للنوم وقد يكون عند استعداده له، فالمهم أن لا ينام الشخص في الليل قبل قراءتها استحبابا، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 65793.
وإذا ثبت في الشرع فضيلة لقراءة سورة معينة في يوم أو ليلة، فهذه الفضيلة تتحقق بإكمال قراءتها في هذا اليوم أو الليلة حتى ولو فرَّقها قارئها على ساعات، لأن الأدلة لم تقيد تحصيل الفضيلة بقراءتها في جلسة واحدة.
والله أعلم.