الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الواقع في البلاء يستعين بالله ولا يعجز

السؤال

أنا طالب في الأكاديمية الصيحة أول ترم أدرس ومنذ شهرين كنت مسافرا ونحمد الله على العافية لنا ولكم ، أول ما وصلت البيت ونمت جاءتني رعشة دقات القلب سريعة، أحس أني سأموت، عرق غزير، ضيق في الصدر خوف، وقرأت القرآن ونمت الساعة3 صبحا ، وذهبت لشيخ وقرأ علي، استخدمت علاج الشيخ وجلست أسبوعا أحس بضيق شديد في الصدر وكرهت الناس وكرهت الدنيا أحس أني سأموت في أي وقت، وبعد أسبوع تحسنت، مدة أسبوعين وبعده جاءتني مرة ثانية، وأحس أني أبقى أبكي بدون سبب وجلست أسبوعا وبعده تحسنت نفس السابق، والآن يأتينني تفكير سيئ وخوف من المستقبل ويأتيني تفكير أن الدراسة والوظيفة والزواج لا فائدة من الجميع، وأن الدنيا لا تساوي شيئا، يأتيني ذلك بعض الوقت وليس كله، هل هو مستمر مع الزمن أو له وقت محدد ساعدوني أنا أطلب من الله ثم منكم، والله ينزل العافية علينا وعلى جميع المسلمين؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله تعالى الشفاء لك، وننصحك بمواصلة الرقية الشرعية والعلاجات الربانية حتى يكتمل العلاج، وأما ما ذكرت أنه يحصل لك فليس عندنا ما يجزم به في شأنه، ويمكن أن تراجع فيه بعض أصحاب الاختصاص والتجربة في الرقية الشرعية ممن يوثق بدينهم واتباعهم للسنة وابتعادهم عن الشرك والشعوذة، واستشرالاطباء ولا سيما الأطباء النفسيين.

واعلم أنه إذا أصاب العبد ما يكرهه أو خشي ما يصيبه فينبغي أن يدعو الله تعالى أن يرفع عنه البلاء ويصرف عنه شر ما يخشاه. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا يرد القدر إلا بالدعاء . رواه أحمد والترمذي بإسناد حسن.

وروى الحاكم عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وإن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة. والحديث حسنه الألباني في صحيح الجامع.

ثم إنه لا ينبغي أن يحملك ما أصابك على ترك ما ينفعك من دراسة أو كسب أو زواج، بل ينبغي أن تستمر في بذل الأسباب في تحقيق ما ينفعك. ففي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول اله صلى الله عليه وسلم: المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير، احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل قدر الله ما شاء فعل فإن لو تفتح عمل الشيطان.

وعليه.. فاحرص على مواصلة دراستك والسعي فيما ينفعك من كسب وزواج، واصرف ذهنك عن هذه المخاوف وواصل الرقية عند الرقاة الذين يرقون بالرقية الشرعية والتداوي بما يشرع التداوي به كالعسل والحبة السوداء وورق السدر وشراب زمزم، وأكثر من الدعاء ولا تستعجل ولا تمل وأحسن الظن بالله، ففي الحديث : يستجاب لأحدكم ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم ما لم يستعجل، قيل: يا رسول الله ما الاستعجال ؟ قال: يقول : قد دعوت وقد دعوت فلم أر يستجب لي فيستحسر ويدع الدعاء . رواه مسلم.

وعليك بصحبة الصالحين ليعينوك على الخير ويبعدوك عن الشر، وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 79707 ، 95550، 80694.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني