الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المؤاخذة مرفوعة عن الناسي

السؤال

كنت قادما لصلاة العصر في المسجد فلم أجد مكانا لأضع سيارتي فيه، فقمت بإغلاق طريق سيارتين وقلت أنطلق بها بسرعة فور انتهاء الصلاة، لكني نسيت الموضوع ولم أذكر ذلك إلا وقت الصلاة التالية، وأصبت بدهشة عندما وجدت أن السيارتين اللتين أغلقت عليهما الطريق قد خرجتا، فأدركت كم كانت العملية صعبة عليهم، سؤالي هو أني أصاب بالذعر عندما أفكر أن أصحاب السيارات التي أغلقت عليها سيحضرونني يوم القيامة ليقتصوا مني على ما سببت لهم من حرج لا أعلم درجته، والمشكلة أني لا أعرف أصحاب هذه السيارات لأعتذر لهم وأقدم لهم التعويض الذي يريدونه، فماذا أفعل لأكفر عما فعلت، دلوني آجركم الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فيظهر من السؤال أنك معذور لأنك لم تتعمد الإيذاء أو المضايقة، بل ما حدث كان سببه النسيان، والنسيان مما رفعت المؤاخذة به عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم.

ففي صحيح مسلم عن ابن عباس قال: لما نزلت هذه الآية: لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا. قال الله: قد فعلت.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. رواه ابن ماجه وصححه الألباني.

وعليه فلا حرج عليك إن شاء الله تعالى، ولا بأس بأن تدعو لصاحبي السيارتين بالخير، وإكثارك من الحسنات مطلوب على كل حال، وهو أشد طلباً لو شككت أنك أسأت لأحد فهذا مما يمحو الله به الإساءة كما قال سبحانه: إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ {هود:114}.

وقد تكلمنا عن حكم ما صدر من المكلف من أقوال وأفعال دون قصد في فتوى سابقة وهي تحت الرقم: 27509.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني