الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حلف أن يرسل مبلغا من المال لصديقه ولم يرسله

السؤال

إخواني، أنا أعمل في دولة خليجية ولم أتزوج بعد وبلغت سن الواحد والثلاثين، ولكني عازم على الزواج قبل شهر رمضان -إن شاء الله- ونويت أن أرسل مبلغا من المال إلى أحد أًصدقائي ليبدأ في تهيئة بيتي في أواخر فبراير الماضي، وكنت عازما على ذلك فعلاً ،وجاءني أحد الزملاء في العمل يطلب مني مبلغاً من المال كسلفة فأقسمت له أني محتاج للمال في هذا الوقت، وسوف أرسل مالاً لصديقي لإتمام تجهيز منزل الزوجية، وللأسف مر عليّ آخر الشهر ولم أرسل المال لصديقي بالرغم من أني كنت ناوياً بالفعل إرسال المال .
فهل هذا حنث في اليمين الذي أقسمته لزميل العمل عندما قصدني في السلفة، وهل عليَّ كفارة يمين . أفتونا مأجورين؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالظاهر من معطيات السؤال أنه لا كفارة في اليمين المذكور، لأنك أقسمت أنك محتاج للمال لإكمال بيتك، فإذا كنت محتاجا بالفعل فلا شيء عليك، وإن كنت غير محتاج للمال فهذا يمين غموس وهو من كبائر الذنوب، والواجب فيه التوبة، ولا كفارة فيه عند جمهور أهل العلم، وذهب الشافعية إلى وجوب الكفارة فيه.

أما إذا كان القسم على أنك سوف ترسل المال، وكانت تلك نيتك فعلا، وتظن أنك سوف ترسله في آخر الشهر، ولكنك لم تتمكن من إرساله، فهذا من لغو يمين المتعلق بالمستقبل، وقد اختلف فيه أهل العلم، فأكثرهم على أن فيه الكفارة، وذهب بعضهم إلى أنه لا كفارة، كما سبق بيانه في الفتوى رقم: 70643.

وعلى ذلك، فإن كانت يمينك على الاحتمال الثاني وأنك ترسل المال ولم ترسله، فالأحوط أن تخرج كفارة يمين، وهو ما ننصح به.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني