الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تجاوزي مشاكلك بتقوية الصلة بالله والاستعانة به

السؤال

أنا فتاة عمري 21 عاما الحمد الله على كل حال وكان ابتلاء أحمده كثيرا.
أولا لا أريد منكم إلا الإرشاد الصحيح : في البداية، أنا عشت طفولة قاهره في داخلي والسبب يرجع لا أعرف لمن؟ أنا طفلة كان أبي عصبي وحنون كان دايما إذا لم نسمع له في بعض الأمور مثل الدراسة لو لم أحفظ كان يضربني وأنا مثل أي طفلة تلجأ لحماية أخاف وأقول أني سوف أذهب إلى الحمام وأبكي ثم أعود وغير ذلك، إن أوضاعنا المادية ضيقه وأيضا أتذكر أنني ذهبت مع أخي للسوق وجاء رجل كبير مصري الجنسية وتحرش جنسيا بي وبأخي لا أعرف إذا كان أخي يذكر مثلي، وأيضا أتذكر أن رجلا أغراني بشكولاته وكنت طفله صغيرة ذهبت معه وأخذني لمنزله وتحرش بي، أنزل البنطال وصار يمارس الجنس عادي لمس فقط، وأنا في طفولتي دائما ساكتة ولا أعرف أتكلم، دائما أبكي وأتححج أني مريضة، كنت أخاف أن أتكلم وأهلي يضربوني لأن أمي وأبي دائما في خلاف، فأنا طفولتي قتلني لحد الآن، تركت لي أعراضا، تعبت، أبكي دائما، تعلمت الدين الإسلامي من صديقة مقربة لي وصرت أصلي وتعلمت والحمد الله، وكبرت إلى أن جاءت فترة المراهقة، بلغت، أحببت شخصا لكن أعرف أنه غلط وتذكرت الله وسحبت علاقتي، وكان هدفي ليس الحب أو مثل المرهقات طالعات إلي آخره كنت أود أن أتكلم وأخاطب شخصا يفهمني ولا يضربني، دائما كنت أتذكر مراقبة الله، إلى أن وصلت الثانوية -للأسف-خلافات أهلي تزيد ودائما ساكتة لا أعرف ماذا أعمل؟ وكيف أتعامل مع الحياة وغير ذلك. نحن مغتربون وكان وضع الاستقرار في بيئة ثانية صعبا ضغطت من داخلي نفسيا وحتى وصلت مرحلة الثانوية وأنا أري زميلاتي مبسوطات مع أهلهن و يتكلمن عن علاقاتهن الشرعية وغير الشرعية بحرية، حتى الآن أعاني من ضغط وكبت، وصلت الثانوية وأنا في حالة من الصمت القاتل أستمع دائما للناس وأحل أمورهم إلا أنا دايما اشتكي همي لله أخاطبه دوما لكن مشكلتي صلاتي أتقطع في أدائها وهذا الذي أتعبني، وغير ذلك ،أنا مررت بمرحلة الثانوية بضغط كبير بين مشاكل العائلة ومشاكل أبي وأمي وصرت أذهب إلى المدرسة ليس لغرض العلم ولا العمل بغرض التفريغ عن روحي فقط، للأسف تعرفت على بنات -والعياذ بالله -يحببن الشباب ويمارسن الجنس معهم لكن أنا لما كنت أسمعهم كانت غريزتي تطلب هذه الأشياء ووقعت بالحب وممارسته مع القبل واللمس، لكن فقط جلست شهرا على هذا الحال وأحسست بملل وبضيق لأني أعرف أنه حرام وأن ربي سوف يعاقبني، لكن الشيطان والخلوة التي حدثت، معي لكن حدثت معي حالة غربية بسبب انفصال أبي عن أمي، والسبب يعود أن أمي لا تريد أبي من عدم التوافق مع أبي، بصراحة أمي لا تحب أن تمارس الجنس معه، لأنها تزوجت أبي وهي لا تريده، فقط التقاليد القديمة والجهل أهلها زوجوها، المهم كان أبي دائما لكي يرجعها يستخدم أسلوب الجري وراء الشعوذة والسحر، ولكن نحن كنا أكثر وعيا منها ، وأكثر ثقافة دينية منه،ونعرف أن هذا حرام، وكنا نحرق ونتلف الحجابات، وبالرغم أن أبي يصلي ويصوم ويحج واعتمر كثيرا، لكن للأسف مستواه الفكري كان ضعيفا، المهم كنت أنا تعبانه في علاقتي بالغير، أصلي وتبت وقطعت العلاقة، ولكن بمرور الأيام سأل أبي شيخا وقال له مشكلته معي وقال الشيخ : اقراء سورة البقرة كل يوم وسوف يصاب من أولادك اتنين، وفعلا أنا وأختي، أنا استيقظت من النوم فزعة، رأيت حيه حقيقة وتم الإغماء علي وفقدت الوعي، ثم صار معي شي غريب أي أحد يكلمني لا أتكلم إلا سوى أقرأ سورة الفاتحة وأوآخر سورة البقرة آية الكرسي، ومرت الأيام وأخذني أبي إلى المستشفى وبنفس المستشفى أقرا القران؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فما كان من أبيك من ذهاب للسحرة والمشعوذين هو خطأ كبير، فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ليس منا من تطير، أو تطير له، أو تكهن، أو تكهن له، أو سحر، أو سحر له، ومن أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم. قال المنذري: إسناده جيد.

وعلاج ما يكون من السحر أو المس إن وجد، يسيرٌ بإذن الله تعالى، وذلك بالمحافظة على الأذكار والرقى المشروعة مع التوكل على الله، ولمعرفة كيفيتها تراجع الفتوى رقم:2244 ، والفتوى رقم: 10981.

واعلمي أن أعظم أمور الدين بعد الإيمان بالله هي الصلاة، والمحافظة عليها من أعظم الواجبات ومن أهم أسباب الثبات على الدين وصلاح القلب ونزول السكينة عليه، والتهاون بها من أكبر الكبائر كما أنه من أعظم أسباب الانحراف عن الدين وفساد القلب واضطرابه وحيرته، وانظري الفتوى رقم: 75584.

وأما ما كان منك من علاقات محرمة، فاعلمي أنك أخطأت حين ظننت أنك تستطيعين أن تعوضي ما عانيتيه في أسرتك، بسلوك طرق تغضب الله، فإنه لا راحة للقلب ولا طمأنينة إلا في ظل طاعة الله، فالواجب عليك التوبة من ذلك بالإقلاع والندم والعزم على عدم العود، ولا شك أن الزواج هو أفضل علاج وأقوم سبيل، فينبغي لأبيك إذا تقدم إليك ذو دين وخلق أن يزوجك، فلا تخجلي أن تعلني لوالديك رغبتك في تعجيل الزواج إذا أتاك ذو دين وخلق، أو توسطّين من أقاربك من يبين لهم ذلك، وأن رفضهم ذلك لمجرد كونه من غير بلدكم، قد يكون من العضل الذي نهى الله الأولياء عنه، والذي يؤدي إلى الفتنة والفساد في الأرض، وإلى أن يتيسر لك الزواج فإن عليك أن تصبري، قال تعالى: وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ . {النور:33}

ومما يعينك على ذلك:

- الاستعانة بالله والتوكل عليه وكثرة الذكر والدعاء، والتبرؤ من الحول والقوة .

- تجنب مشاهدة ما يغضب الله سواء في التلفاز أو الصحف والمجلات.

-الحذر من رفيقات السوء والبعد عن مجالس الغفلة ومجتمعات المعاصي، والحرص على مصاحبة الصالحات.

- الصدق مع الله بمجاهدة النفس والصبر ومخالفة الهوى ابتغاء رضا الله.

- الحرص على تعلم أمور الدين اللازمة، وسماع المواعظ النافعة، وقراءة الكتب المفيدة، ومطالعة المواقع الإسلامية الموثوقة، والبرامج الهادفة، وشغل الفراغ بالأعمال المفيدة.

واعلمي أن كل ما مرّ بك في طفولتك أو خلافات والديك، أمور يمكن تجاوزها بتقوية الصلة بالله والاستعانة به، ويمكن للسائلة أن تتواصل مع قسم الاستشارات النفسية بالموقع، وستجد عنده ما يعينها على حل مشاكلها واستبصار طريقها الصحيح إن شاء الله تعالى.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني