الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم الاستثناء في الوعد

السؤال

هل يلزمني الوفاء بالوعد إذا عقبته بكلمة إن شاء الله؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد ذهب جمهور العلماء إلى أن الوفاء بالوعد مستحب، فلو تركه فاته الفضل، وارتكب المكروه كراهة شديدة، ولكن لا يأثم بشرط ألا يترتب عليه ضرر على الموعود له إلا من عذر.. وقد سبق تفصيل الكلام عن ذلك، وبيان حالات الوعد من حيث وجوب الوفاء وعدمه في الفتوى رقم: 17057، والفتوى رقم: 44575.

ولأجل مسؤولية الوعد - حتى على القول بعدم وجوب الوفاء به - يستحب لمن وعد أن يستثني، قال الغزالي في الإحياء: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا وعد وعداً قال: "عسى" وكان ابن مسعود لا يعد وعداً إلا ويقول إن شاء الله، وهو الأولى. انتهى. وحديث "عسى" قال عنه العراقي: لم أجد له أصلاً.

وهذا الاستثناء ينفع صاحبه وتخلو به ذمته إذا وقع قبل الفراغ من الوعد، بحيث يكون متصلاً بالكلام دون فصل بكلام أجنبي ولا سكوت يمكن الكلام فيه، وقد سبق بيان ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية: 44168، 65900، 29383، 64013.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني