السؤال
الإخوة الأحباء.. جزاكم الله عني خير الجزاء علي سرعة ردكم، عندي سؤال آخر: هل يحتاج ذكر كلمة الإخلاص الي تلقين من شيخ من شيوخنا مثلا محمد صالح المنجد، وهل التلقين من أحد هؤلاء الرجال سيكون له أثر أقوى في نفوسنا؟ وأنا عندما أبدأ في ذكر هذه الكلمة الطيبة أذكرها أولا بتمهل واسترسال، ولكن بعد فترة أجد نفسي مسرعا في ذكرها خاصة الجزء الأول منها لا إله إلا الله، فهل هذا صحيح؟ أم ينبغي أن يكون ذكري لها ومهما طال على وتيرة واحدة وبتمهل. لك أسمى آيات ودي وعظيم تقديري؟ أخوكم المحب.
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلم نفهم المقصود من التلقين المذكور، لأن تلقين لا إله إلا الله عادة يستعمله العلماء في تلقين المحتضر وقت خروج روحه، أما الحي فهو يقول لا إله إلا الله بنفسه ليدخل في الإسلام إن لم يكن مسلماً، أو ليحصل فضل قول هذه الكلمة العظيمة إن كان مسلماً، كما في قوله صلى الله عليه وسلم: إن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله. رواه البخاري ومسلم.
ولا يوجد صفة محددة أو طريقة معينة لنطق كلمة التوحيد "لا إله إلا الله" من حيث الإسراع أو التمهل، بل المشروع في الأذكار عامة أن يقولها الإنسان بتدبر، ليواطيء القلب اللسان ليحصل على ثمرات الذكر كاملة، وسواء أقلت هذا الذكر بسرعة أو تمهل فلن تعدم خيراً، قال الشوكاني في تحفة الذاكرين: لا ريب أن تدبر الذاكر لمعاني ما يذكر به أكمل لأنه بذلك يكون في حكم المخاطب والمناجي، لكن وإن كان أجر هذا أتم وأوفى فإنه لا ينافي ثبوت ما ورد الوعد به من ثواب الأذكار لمن جاء بها، فإنه أعم من أن يأتي بها متدبراً لمعانيها متعقلاً لما يراد منها أو لا، ولم يرد تقييد ما وعد به من ثوابها بالتدبر والتفهم. انتهى.
ونحب أن ننبه السائل على ضرورة الابتعاد عن الوسوسة التي قد تأتي لبعض الناس لا سيما عند قول لا إله إلا الله، فقد ذكر العلماء في هذا الباب عجائب وغرائب عن الموسوسين.. وعلى السائل الكريم أن يهتم بأكثر من مجرد نطق الكلمة، فيهتم بمعنى هذه الكلمة العظيمة كلمة التوحيد والنجاة وبمعرفة شروطها التي يجب تحققها في العبد لتنفعه ولتكون مقبولة عند الله، فللنطق بالشهادة شروط من علم ويقين وصدق وإخلاص وقبول وانقياد ومحبة إلى آخر الشروط المذكورة في الفتوى رقم: 5398. فراجعها لأهميتها، وأحبك الله كما أحببتنا.
والله أعلم.