الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شعر بأنه يقصر في عمله فأصيب بالإحباط والمرض

السؤال

منذ عدة أشهر اكتشفت أنني كنت مقصرا في عملي ومن ثم فإن راتبي حرام، وفشلت في التخلص منه حيث إنني ليس لي عمل آخر، وأردت أن أتقن العمل ولكني فشلت، وجلست أتذكر أيامي الماضية وأكتشف أنها كلها أخطاء، وظننت أن الله غير راض عني، فجعلني ذلك أقع في أخطاء كبيرة، وأخذ جسمى فى التدهور بشكل ملحوظ، والأدهى من ذلك أن الناس فى العمل علموا بذلك، ولا أعرف كيف أتصرف، وأرسلت بهذه الرسالة عسى أن يجعل الله فيها سببا للهداية والعودة إليه. أرجو الإفادة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فكلامنا معك من جانبين:

الجانب الأول: بالنسبة لما مضى مما ذكرت من تقصير في العمل، فالواجب عليك أن تتوب توبة نصوحا مستوفية شروطها والتي ذكرناها بالفتوى رقم:5450.

ومن تمام هذه التوبة أن تتخلص مما عندك من مال حرام فترده إلى جهة العمل لأنه مال الغير وقد أخذته بوجه غير شرعي.

الجانب الثاني: بالنسبة لما يستقبل، فننصحك أن تنظر إلى المستقبل بإيجابية وتفاؤل، ولا تلتفت إلى ما مضى لئلا يصيبك اليأس فيترتب على الخطإ السابق خطأ آخر، وهذا ما قد وقع لك فعلا.

روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإن أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان.

ولمزيد الفائدة راجع الفتوى رقم: 35559.

وأما اطلاع زملائك على أمرك فاجتهد في عدم الاهتمام به، وأن تذكر لمن سألك منهم أنك قد تبت ومن تاب تاب الله عليه. ولو أمكنك البحث عن عمل في بلد آخر أو مدينة أخرى غير التي تعيش فيها فافعل.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني