الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم مصاحبة أهل البدع ومؤاكلتهم ومشاربتهم

السؤال

يا شيخ عندي أصدقاء مبتدعة كثر ولكني أبيت عندهم في البيت (أي أنام عندهم) وآكل وأشرب عندهم وهم أيضا يأتون عندي في البيت فما حكم ذلك،علما بأنهم ليسوا سواء منهم متشدد ومنهم دون ذلك، وما حكم هذه الأعمال السابقة مع تارك الصلاة؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد حذر الشرع من مصاحبة أهل الشر، ومثل لذلك بمثل يوجب التنفير منهم، ففي الحديث الذي رواه البخاري ومسلم عن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: مثل الجليس الصالح والسوء كحامل المسك ونافخ الكير، فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحاً طيبة، ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد ريحاً خبيثة.

فمصاحبة أهل البدع كمن يسب الصحابة أو مصاحبة أهل الفسق كتارك الصلاة شر وبلاء وسبيل لظلمة القلب وحصول الفتنة العمياء، ويعظم الأمر ويشتد الخطب بمساكنتهم ومؤاكلتهم ومشاربتهم، فالواجب على المسلم أن يحذر من ذلك أشد الحذر، وليحرص على صحبة الأخيار الذين إذا نسي ذكروه وإذا ذكر أعانوه، قال الله تعالى: الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ {الزخرف:67}.

وروى أبو داود والترمذي عن أبي سعيد رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا تصاحب إلا مؤمناً ولا يأكل طعامك إلا تقي.

وما مضى من مصاحبة هؤلاء فقد مضى وينبغي اجتنابهم في المستقبل، وللمزيد من الفائدة راجع الفتوى رقم: 20995، والفتوى رقم: 56684.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني