الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حكم كتابة عقد زواج صوري لإجبار الأب ووالد الفتاة على الموافقة على الزواج

السؤال

توجد قضية اختلفنا فيها وهي أنه يوجد شاب وفتاة يريدان الزواج من بعضهما ولكن يوجد خلاف سابق بين أب الشاب وأب البنت مما أدى إلى أن أب البنت أو أب الشاب لم يوافقا على الزواج بسبب الخلاف السابق مع العلم بأن الشاب كفء للفتاة .. فقرر الشاب أن يكتب عقدا عرفيا مجرد صورة لإجبار أبيه وأب البنت على الموافقة على الزواج وهو لا يريد أن يمسها أو يقربها بشيء ولكن ليحصلا على موافقة آبائهما ..... وهما لا يريدان أن يلجآ إلى القاضي لعقد قرانهم خوفا من أن يخسرا أبويهما وخوفا من كلام الناس لعدم رضى الآباء على الزواج .

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فيجوز للرجل أن يمنع ابنه من الزواج بمن يريد إن أبدى أسبابا مقبولة من كون الزوجة مثلا غير دينة أو صاحبة خلق سيئ، وعلى الولد أن يطيع أباه حينئذ، أما إن كان المنع لمجرد الهوى والتعنت فلا يجوز له ذلك، وإن خالفه الولد وتزوج فلا يكون هذا من العقوق.

ولا يجوز للرجل أيضا أن يمنع ابنته من الزواج بمن تريد طالما كان الرجل كفؤا لها ونعني بالكفاءة كونه صاحب دين وخلق، فإن منعها كان لها أن ترفع أمرها للقضاء ليمكنها من الزواج بمن تريد، سواء بإجبار الأب أو يباشر القاضي تزويجها دونه، وقد سبق ذلك كله في هاتين الفتويين: 67198، 18399 .

أما ما يسأل عنه السائل من كتابة عقد زواج عرفي صوري لإجبار والده ووالد الفتاة على الموافقة على الزواج فهذا لا يجوز، لأن الزواج العرفي دون موافقة الولي محرم، والحرام لا يجوز التظاهر بفعله ولو كان ذلك خلاف الواقع، وأيضا فإن هذا فيه كذب وتحايل وهذا حرام ما لم تدع إليه ضرورة أو حاجة، ولا ضرورة هنا ولا حاجة، فقد جعل الشرع من ذلك مخرجا كريما وذلك ما ذكرناه من أن ترفع الفتاة أمرها للقضاء.

مع التنبيه على أن الزواج إذا تم عبر القضاء رغما عن والد الفتاة فلا يعد هذا من العقوق لأن الأب هو الظالم بمنعها حقها.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني