الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا يريد الإمامة مع كون الإمام لا يحسن الفاتحة

السؤال

عندنا إمام لا يجيد قراءه الفاتحة، وأنا أجيد قراءتها. فهل علي إثم إن تركت الصلاة في هذا المسجد وصليت في مسجد آخر خوفا من الإمامة؟ مع العلم أنني لو تركت الصلاة في هذا المسجد فهو الذي سيقف إماما، علما بأن أحد أسباب تركي للإمامه هو خوفي من الرياء، فإنني أثناء الإمامة أشعر وكأن حركاتي، وقراءتي للناس فأخفف من صلاتي لكي لا يقال لي لماذا تطول؟ ودائما وأنا أصلى إماما أشعر بعدم جامعية قلبي على الله، حيث إن الناس ورائي. فهل أترك الإمامة في مثل هذه الحالات لأجل هذا أم ماذا؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالأصل أنه لا حرج في الذهاب إلى المسجد البعيد لا سيما إذا كان إمام المسجد القريب لا يحسن القراءة، كما بيناه في الفتوى رقم: 106036.

ولكن لا ينبغي لك-أخي السائل- أن تترك الإمامة إذا علمت أنه سيتولاها في غيابك من لا يحسن قراءة الفاتحة، بل قد يتعين عليك أن تؤم الناس إذا لم يوجد غيرك ممن يحسنها، وعلمت أن من يخلفك في الإمامة يلحن في الفاتحة لحنا يبطل الصلاة، وما ذكرته من الخوف من الرياء هو أمر محمود وهو من علامات الإخلاص إن شاء الله، ولكن لا ينبغي أن يكون ذلك حائلا بين فعل ما تعين عليك، وعدم تطويل الصلاة مراعاة لحال الناس أمر مطلوب لا حرج فيه بشرط أن يتم الإتيان بأركان الصلاة وواجباتها، ومن أهم ذلك الطمأنينة، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدخل في الصلاة يريد أن يطيلها فيسمع بكاء الصبي فيتجوز في صلاته لما يعلم من وجد أمه عليه، وانظر الفتوى رقم: 66667.حول الخوف من الإمامة مع عدم وجود من يحسن القراءة، والفتوى رقم: 30366. عن ترك العمل من أجل الناس.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني