الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المقاصد الشريفه التي ينويها الإمام في إمامته

السؤال

يقدمني الناس للصلاة فى المسجد-الإمامة- وتكرر ذلك الأمر كثيرا، وقد اعتدت من قبل أن أصلي في هذا المسجد. فبماذا أنوى وأنا أقيم الصلاة كي لا يشوبها رياء وسمعة ومحمدة من الخلق ؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالإمامة منصب شريف ووظيفة عظيمة، وحسبك أنها وظيفة النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء من بعده، وقد بيّنّا بعض ما للإمامة من فضل في الفتوى رقم: 123067.

والذي ينبغي لك -وقد شرفك الله بهذا المنصب- أن تحرص على إقامة الصلاة على وجهها محافظا على أركانها وواجباتها وسننها.

وأن تأتم بأضعف القوم فلا تشق عليهم إذاصليت لهم، بل تقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم فيما كان يأمر به من التخفيف الذي لا يخل بهيئة الصلاة.

ومن المقاصد الشريفه التي يمكن أن تنويها عند الإمامة أن تنوى التأسي بالنبي صلى الله عليه وسلم وإتباع سنته فيما أمر به من أن يؤم القوم أقرؤهم, وهذا إذا كنت أقرأ الجماعة، وتنوي كذلك نفع نفسك والمسلمين بإمامتهم لما في ذلك من إقامة شعيرة عظيمة من شعائر الإسلام هي صلاة الجماعة.

ثم عليك أن تحرص على الإخلاص لله تعالى وحده فإن الله تعالى لا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا وابتغي به وجهه: فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا.{الكهف:110}.

وممّا يعينك على تحصيل الإخلاص أن تستحضر عظمة ربك تعالى إذا وقفت بين يديه، وأن تعلم أن الناس لا ينفعك مدحهم ولا يضرك ذمهم، فالله وحده هو الذي مدحه زين وذمه شين، واعلم أن الله هو الذي أكرمك بهذه النعمة فلو قصدت بها غيره أو طلبت غير مرضاته كنت معرضا هذه النعمة للسلب، وممّا يعينك على تحصيل الإخلاص كذلك أن تستحضر عقوبة المرائي وأن الله يمقته وأنه يفتضح بعمله على رؤوس الأشهاد يوم القيامة. فإذا استحضرت ما ذكرنا من المعاني سهل عليك بإذن الله تحصيل الإخلاص، فإذا وقفت بين يدي ربك عز وجل فاستشعر أنك كأحد المصلين ولا فضل لك عليهم بل جميعكم مفتقر إلى فضل الله ومنته وأن يتقبل عبادته، ثم اشرع في الصلاة على هذا الحال من الذل والافتقار والانكسار بين يدي الله تعالى، وانو الصلاة بقلبك دون تلفظ باللسان فإنه لا يشرع، ولا ترد بصلاتك إلا ثواب الله تعالى والتقرب إليه وحده فإنك إن حرصت على ما ذكرنا رجي لصلاتك أن تكون متقبلة، وأن تنتفع بها في دنياك وآخرتك. نسأل الله تعالى أن يرزقنا وإياك الإخلاص والصدق.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني