الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دحض شبهة اتهام الرسول صلى الله عليه وسلم بالسحر

السؤال

ما الرد على من يقول إن الرسول ساحر ؟ وإن الغيوب التي حدثت ما هي إلا من الجن. مبينا مدى السحر .أرجو إجابة مفصلة لتكون حجة.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

وبعد فإن من الواضح أن هذا الكلام لا يقول به مؤمن، والرد العقلي عليه كما قال الشيخ على الشحود: أنه لو كان ساحرا كما يزعمون لسحر الكفار حتى يؤمنوا به.

ومن المعلوم أنه توفي أقرب المقربين إليه كافرا، وهو عمه الذي كان حريصا على هداه، وأنزل الله في شأنه: إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَن يَشَاء وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ {القصص:56}

ويرد على دعواه أنه أخذ من الجن بأن جزالة ألفاظ القرآن وقوة أسلوبه بعيدة من كلام الجن، وقد قال الله تعالى: وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ {النحل:103}

ومن المعلوم أن الصحابة رأي جماعة منهم جبريل عليه السلام، وكانوا يعلمون حال الرسول عند نزول الوحي عليه، ولم يؤثر أن أحدا منهم رأي جنيا يحدث الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد شهد الجاهليون بأن القرآن لا يشبه كلام الجن.

وقد روى ابن عباس رضي الله عنهما: أن الوليد بن المغيرة جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ عليه القرآن، فكآنه رق له، فبلغ ذلك أبا جهل، فأتاه فسلم، قال يا عم إن قومك يريدون أن يجمعوا لك مالا، قال لم؟ قال ليعطوكه، فإنك أتيت محمدا لتعرض ما قبله، قال قد علمت قريش أني أكثرها مالا، قال: فقل فيه قولا أنك منكر له، قال: وماذا أقول؟ فوالله ما منكم رجل أعرف بالأشعار مني، ولا أعلم برجزه ولا بقصيدة مني، ولا بأشعار الجن، والله ما يشبه الذي يقول شيئا من هذا، والله إنه لقوله الذي يقوله لحلاوة، وإن عليه لطلاوة، وإنه لمثمر أعلاه، مغدق أسفله، وإنه ليعلو ولا يعلى عليه، وإنه ليحطم ما تحته. رواه الحاكم وصححه ووافقه الذهبي والألباني.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني