الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من السنة التوقف عن التلبية عند دخول المسجد الحرام وبداية الطواف

السؤال

أخي العزيز، قد وهبني الله نعمة مجاورة البيت الحرام -حفظه الله للمسلمين أجمعين- وقد لاحظت أن بعض المعتمرين عند دخولهم البيت الحرام يعلو صوتهم جدا وبدرجة عالية بقول: لبيك اللهم لبيك، أو بدعاء من الأدعية لدرجة تشوش على من يصلي، أو من يقرأ كتاب الله. هذا من ناحية. أما الأهم قول الله عز وجل في سورة الحجرات آية رقم ثلاثة: إن الذين يغضون أصواتهم عند رسول الله أولئك الذين امتحن الله قلوبهم للتقوى لهم مغفرة وأجر عظيم. فالله أمر بخفض الصوت عند رسول الله. أليس من الأحرى أن نخفض صوتنا في بيت الله.
هل هذا حرام أم حلال؟ فما رد العلماء حفظكم الله على هذا؟ أرجو الرد على هذه الرسالة؟

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن رفع الصوت بالتلبية في وقت التلبية مشروع لما في حديث الترمذي: أفضل الحج العج والثج. وفي الحديث: أتاني جبريل فأمرني أن آمر أصحابي أن يرفعوا أصواتهم بالتلبية . رواه أحمد والحاكم وصححه الألباني.

ولكن من دخل البيت يتوقف عن التلبية، ويبدأ في الطواف، وليس من الهدي النبوي رفع الصوت بالتلبية أثناء الطواف. ففي حديث ابن عباس أنه صلى الله عليه وسلم: كان يمسك عن التلبية في العمرة إذا استلم الحجر. رواه الترمذي وصححه.

وقال النووي في شرح صحيح مسلم: الصحيح أنه لا يلبي في الطواف، ولا في المسعى لأن لهما أذكارا مخصوصة. انتهى.

وقد ذكر البهوتي في شرح منتهى الإرادات أن التلبية تسن في غير طواف القدوم والسعي لئلا يخلط على الطائفين والساعين، وذكر الرحيباني أنه يكره الجهر بها.

والله أعلم.


مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني