السؤال
أنا كانت لي علاقة جنسية بشاب وهو قال لي: قولي: زوجتك نفسي، وكنا مثل المتزوجين تماما، وهو الآن توفي وأنا تبت عن ذلك الذنب أسأل الله أن يغفر لي. وسؤالي هو: هل الله ممكن أن يجمعني به في الجنة، مع العلم أنه توفي غريقا؟ هل من الممكن أن يشفع لي عند ربه مع العلم أنني كنت أغلى وأحب الناس له في الدنيا وكل الناس تعلم ذلك ووالداه أيضا ؟
الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما كان بينك وبين هذا الرجل إنمّا هو زنا، وقولك له: زوجتك نفسي،لا يفيدك شيئاً ولا يخفّف من شناعة هذا المنكر، ولا يهوّن من تلك الجريمة النكراء التي توعدّ الله فاعلها بالعذاب والخزي في الدنيا والآخرة، إذا لم يتب توبة صادقة، لأنه نكاح باطل لكونه بلا ولي ولا شهود.
والواجب عليك التوبة إلى الله، والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود، مع مراعاة الستر وعدم المجاهرة بالذنب، والإكثار من الأعمال الصالحة والحسنات الماحية.
ومن صدق توبتك ألّا يلتفت قلبك للذنب، ولا يتعلّق بمن واقعت معه المعصية، بل ينبغي أن يبغضه قلبك لما ارتكبه من المعصية، ومن صدق توبتك أن يكون أعظم رجائك هو قبول الله لتوبتك وأكبر خوفك من عدم قبولها.
فينبغي ألّا يكون همّك هو إمكان الجمع بينك وبين هذا الرجل في الآخرة، واعلمي أنّ الذي ورد في الشرع أنّ المرأة تكون في الجنة لآخر أزواجها في الدنيا، وانظري الفتوى رقم: 19824.
وأمّا الشفاعة فلها شروط مبينة في الفتوى رقم: 2525.
واعلمي أنّ العلاقة التي تقوم في الدنيا على غير أساس من التقوى تنقلب يوم القيامة إلى عداوة، يوم لا ينفع الندم، قال تعالى: الأَخِلاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلا الْمُتَّقِينَ. {الزخرف: 67}.
والأمر يوم القيامة جد خطير فكلّ إنسان مشغول بمصيره، قال تعالى: يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ * لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ. {عبس 34-37}.
فعليك بالإقبال على ربّك، وتعلّم أمور دينك، وكثرة الاستغفار والدعاء بقبول التوبة، وأن يرزقك الله بزوج صالح.
والله أعلم.