الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اجمع همتك على طلب العلم الشرعي ما دمت منشرحا له

السؤال

أنا أريد أن أدخل كلية الشريعة جامعة الأزهر، علما بأنني متفوق ـ والحمد لله ـ لكن المشكلة أنني لن أحصل على عمل، والسؤال هو: ما رأيكم: هل أدخل كلية الشريعة؟ أم أدخل كلية ـ قمة ـ ثم ألتحق بعدها بكلية الشريعة؟ ولكن سأكون كارها للكلية التي سأدخلها.

الإجابــة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يزيدك علماً وفقهاً في الدين، وأن يجعلك من العلماء الربانيين الذين ينفعون الأمة.

والعلوم المحمودة التي تنفع الأمة، وبفقدها يقع المسلمون في الحرج لا شك أنها من فروض الكفايات سواء كانت علوماً دينية أو دنيوية، ولقد فاوت الله جل وعلا بين البشر في استعداداتهم فهذا ميسر لعلم الشريعة وذاك ميسر لعلم الطب وهكذا.

فإذا يسرك الله لأي علم نافع للمسلمين وأحسنت فيه نيتك فإنك مأجور عليه مثاب عند الله تعالى. إلا أن العلوم الشرعية لا يضاهيها علم في شرفها ورفعتها عند الله جل وعلا، وما دام صدرك منشرحاً للعلم الشرعي دون غيره فننصحك بالتركيز فيه وجمع همتك عليه كي يعظم نصيبك منه وتجني ثماره بسرعة، وإن أردت دخول كلية أخرى أولاً ثم الالتحاق بكلية الشريعة بعد ذلك فلا بأس عليك، وقد كان بعض العلماء يوصي طالب العلم بأن يبذل شيئاً من سنوات عمره لاكتساب المعيشة ثم يتفرغ بعد ذلك لطلب العلم، كما في صيد الخاطر لابن الجوزي.

أما بخصوص عدم توافر فرص العمل لخريجي الكليات الشرعية في بلدك فهو أمر قد يكون بخلاف توقعك وإذا علم الله منك صلاح نيتك وإخلاصك وصدقك في طلب العلم الشرعي وتوكلك عليه، فإن الله لن يضيعك بل سيرزقك من حيث لا تحتسب وسيفتح لك من أبواب الرزق ما لم يكن يخطر ببالك، ولو أن كل المسلمين تركوا دخول الكليات الشرعية خوفاً من عدم توافر فرص العمل لاندرست الشريعة وانقرض علماؤها، وننصحك بمشاورة أهل العلم في بلدك، وقبل ذلك نوصيك بصلاة الاستخارة وما ندم من استشار الخالق، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 48284.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني